رياض الزهراء العدد 157 لحياة أفضل
عَلَى قَيدِ الحَيَاةِ
ها هو فجر جديد يُشرق وما نزالُ على قيد الحياة؛ لكن هل يكفي أن نكون على قيد الحياة ونعيش الحياة المألوفة التقليديّة، ونُشبع حاجاتنا النفسيّة والجسميّة؟ أم أنّ للحياة معنىً آخر؟ ماذا تستحقّ منّا الحياة؟ وما هو الجزاء الذي نستحقّه بعد انتهاء هذه الحياة؟ خلق الله تعالى البشرية وأوجدها لغاية عُظمى، وميّزها عن جميع مخلوقاته بزينة العقل، ووهبها القدرة على التفكير والتحليل والحكم والسعي لاجتياز الحياة الدنيا والانطلاق إلى المسيرة الأبديّة والحياة الرغيدة في الآخرة، حيث أعطى لكلّ فرد مساحة للتفكير في اختيار طريقه للنجاح بما يراه مناسباً وملائماً لقدرته وإمكانياته، وأكثر مَن استهان بالحياة من الناس وأفضلهم واختصرَ طريق الوصول إلى الجنان هو مَن اختار طريق الجهاد، ولبّى النداء، ونال حسن الخاتمة ليحظى بالشهادة وليكون بذلك رفيقاً للأنبياء والصالحين والأبرار. والبعض الآخر اختار طريق النُصح والإرشاد والتوجيه والتثقيف لنفسه ولِعائلته ومجتمعه للزهو بالإسلام والمسلمين وليكون من الممهّدين لنصرة صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؛ وغيرها من الأساليب والطرق المتعدّدة، ولكلّ منها منزلة وحسنة مختلفة بحسب عمل صاحبها ونيته الصادقة والثبات والاستقامة على طريق محمّد وآل بيته(عليهم السلام) رغم عواصف الدنيا الفانية وزينتها ومباهجها التي تحاول بكلّ الطرق سلب روح الإيمان من نفوس المؤمنين ليكونوا في ضمن جنود إبليس اللعين. على الرغم من كلّ هذه الصراعات القائمة بين النفس اللّوامة والنفس الأمّارة بالسوء تبقى عبارة: (على قيد الحياة) بارقة أمل للبدء من جديد والشعاع الأول لإعلان التوبة لخالق الخلق العظيم، وقبس النور الذي نهتدي به للاستمرار في طريقنا للوصول إلى الجنان. فلا يبقى لنا غير دعوات صادقة تخرج من وسط الوجدان بأن يرزقنا الله حسن الختام وأن يُخرجنا من الدنيا وهو راضٍ عنّا ونكون بجوار محمّد(صلى الله عليه واله وسلم) وآله الأطهار(عليهم السلام).