سُنَّةُ الابتِلاءِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 167

قال تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)/(الأعراف، الآية: ١٣٠)، حتى تستيقظ فطرة التوحيد المتلبّدة تحت حجاب الغفلة، فيحسّ الإنسان ومن أعماق ضميره بحاجة ملحّة إلى الله(سبحانه وتعالى)، ويشعر بعجزه وضعفه، ويتوجّه بكلّيته إلى الله، كان ممّا لابدّ منه وهو (الابتلاء). وقد شاء الله تعالى أن يُجري هذه السنّة الكونيّة على جميع الأمم السالفة، يقول تعالى في سورة الأعراف: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ)/(الأعراف، الآية: ١٣٣). فجاءوا إلى نبيّهم يهرعون أن ادعُ لنا ربّكَ: (لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ)/(الأعراف، الآية: ١٣٤)، (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ)/الأعراف، الآية: ١٣٥). ثمّ يقول في موضع آخر: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)/(الأعراف، الآية: ١٣٠)، وفي سورة أخرى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)/(الأنعام، الآية: ٤٢)، حيث يتبيّن من كلّ هذه الآيات وغيرها العلّة من الابتلاء:- لعلّهم يرجعون، لعلّهم يضرّعون، لعلهم يذكّرون- فمتى ما أدرك الناس ذلك استحقّوا الرحمة من الله، قال تعالى: (وَأَن لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقًا)/(الجنّ، الآية: ١٦)، وأمّا إذا تمادوا في الغيّ والضلال فقد قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)/(طه، الآية: ١٢٤). اللّهمّ إنّا نعوذ بكَ من العمى، ونسألكَ العصمة في الدين، اللّهمّ ارزقنا ثوابكَ وجنّبنا عقابكَ وارزقنا مرافقة أوليائكَ بحقّ محمّد وآله الطاهرين(عليهم السلام).