"إِيَّاكَ وَالضَّجَرَ وَالكَسَلَ"(1)

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 768

نختم هذه الجلسة المباركة بعرض نتائج الكسل وآثاره فقد رُوي عن الإمام الصادق(عليه السلام): "إيّاكَ وخصلتين: الضجر والكسل، فإنّكَ إن ضجرتَ لم تصبر على حقّ، وإن كسلتَ لم تؤدِّ حقاً"(2). ليلى: قلنا إنّ الكسل آفة ومرض يخلّف آثاراً ويترك أوضاعاً سيئة ونتائج خطيرة كأيّ مرض وآفة. ومن آثاره: الأثر الأول: الكسل مفتاح كلّ شرّ: الكثير من الأزمات والمشاكل هي من صنع الإنسان، وبما كسبت يداه فهو أنتجها، وإذا اكتوى بنارها اعترض على الله ونادى: أينَ العدل الإلهيّ؟ لماذا أنا أحترق وغيري يسلم؟ الكسل يؤدّي إلى الفراغ والفراغ قاتل ويعني انحرافات فكريّة وسلوكيّة، ومشاكل أسريّة وصحبة سيّئة ومجالس البطّالين، وفشل في الدراسة والعمل والحياة كلّها، فقد رُوي عن الإمام الباقر(عليه السلام): "إيّاك والكسل والضجر، فإنّهما مفتاح كلّ شرّ"(3). الأثر الثاني: الكسل موت وشلل: فعن الإمام الكاظم(عليه السلام): "فإنّكَ إن كسلتَ لم تعمل"(4)، الكسل والعمل متضادّان، فالكسول لا يهتدي إلى عمل، ولا يحبّ العمل، بل يرتضي لنفسه أن يكون ميتاً في الأحياء. الأثر الثالث: الكسل مانع من الحظّ: إنّ الله قدّر للإنسان نصيبًا وافرًا ورزقًا كبيرًا من النِعم الماديّة والمعنويّة الدنيويّة والأخرويّة: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)/ (هود، الآية: 6)، نِعم الله كثيرة إلّا أنّ الإنسان الكسول هو مَن حرم نفسه من هذا الحظّ والنصيب الإلهيّ. هدى: هذا الأثر ذكره الإمام الكاظم(عليه السلام) بقوله: "إيّاكَ والضجر والكسل، فإنّهما يمنعانكَ حظّكَ من الدنيا والآخرة"(5)، والإمام الباقر(عليه السلام) بقوله: "يَا طَالِبَ الْجَنَّةِ مَا أَطْوَلَ نَوْمَكَ وَأَكَلَّ مَطِيَّتَكَ وَأَوْهَى هِمَّتَكَ فَلِلَّهِ أَنْتَ مِنْ طَالِبٍ وَمَطْلُوبٍ"(6)، فالإمام يقول هنالك في الطرف الأول جنّة عرضها السماوات والأرض، وفي الطرف الآخر إنسان همّته ضعيفة. ليلى: نواصل الأثر الرابع وهو: الكسل وضياع حقّ الله: أعظم حقّ على الإنسان هو حقّ الله تعالى، حقّ الذي خلق ورزق ودبّر، ليس هنالك موجود أعطى الإنسان مثلما أعطاه الله سبحانه وتعالى، وفي رسالة الحقوق عن الإمام السجّاد(عليه السلام): "فأمّا حقّ الله الأكبر عليكَ، فأن تعبده لا تُشرك به شيئاً"(7)، حقّ الطاعة والعبادة لله، فإذا كان العامل المجتهد في عبادته لم يؤدِّ حقّ الله مثلما ينبغي فكيف بالكسول؟ فحقّه سبحانه كبير. الأثر الخامس: الكسل وضياع الحقوق: هنالك حقوق غير حقّ الله وحقّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام)، كحقّ الآباء وحقّ الجيران والزوجة وغيرهم من أفراد المجتمع، فهل يقوى الكسول على أداء هذه الحقوق ومراعاتها؟! حميدة: مثلما تفضّلتِ، الكسل يضيّع الحقوق فقد ورد في الرواية: "وإن كسلتَ لم تؤدِّ حقّاً"(8). شكرت الحاضرات زينب على حسن الضيافة والأستاذة ليلى على هذه المعلومات. ليلى: شكراً لتفاعلكنّ، وبإذن الله تعالى في الجلسة القادمة سوف يكون الحديث عن كيفيّة علاج هذا المرض. ...................................... (1) ميزان الحكمة :ج 9، ص31. (2) ميزان الحكمة: ج ٣، ص 114. (3) ميزان الحكمة: ج9، ص31. (4) المصدر السابق. (5) المصدر السابق. (6) ميزان الحكمة:ج17، ص12. (7) ميزان الحكمة:ج3، ص28. (8) ميزان الحكمة: ج 3، ص 114.