رياض الزهراء العدد 161 نافذة على المجتمع
فِي كَربلاءَ: مُستَشفَياتُ العَتَبةِ العَبّاسِيَّةِ المُقَدَّسَةِ لاحتِواءِ جَائِحَةِ (كوفيد19)
تتسابق دول العالم لاحتواء جائحة (كورونا)، والسيطرة على ذلك الفيروس الذي أرّق البشريّة جمعاء، ومع كلّ طارئ نجد العتبة العبّاسيّة المقدّسة ممتثلة لأمر مرجعيّتها ومتولّيها الشرعيّ، ومحتوية لكلّ أزمة طارئة على المجتمع، ومباشرة بوضع حلول ناجعة وتسابق الزمن لإنجاز مهامها، ها هي اليوم تقف موقفاً مشرّفاً يذكره التأريخ، إذ سارعت بإنجاز عدد من ردهات الحياة لمصابي فيروس (كورونا) وبزمن قياسيّ لا يتعدى الـ (15) يوماً وبتجهيزات متكاملة، نستعرض لكم بعض المعلومات عن تلك المشاريع المباركة. إنجاز وتحدٍّ للزمن أكّد الأمين العام للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس السيد محمّد الأشيقر(دام تأييده) أنّ إنجاز ردهة علاج المصابين بفيروس (كورونا) وإنعاشهم يُعدّ تحدّياً في زمن الوباء، جاء ذلك خلال افتتاح ردهة علاج المصابين بوباء (كورونا) وإنعاشهم (بناية الحياة الثانية) في مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبّية، والمهداة من مستشفى الكفيل التخصّصي، وبيّن أمينُ عام العتبة المقدّسة لشبكة الكفيل العالميّة: "تعدّ هذه الردهة خطوةً استباقيّة من العتبة العبّاسيّة المقدّسة للتصدّي لفيروس (كورونا) المستجدّ، والحدّ من انتشاره في كربلاء، خصوصاً مع تزايد أعداد المصابين في المدينة، مثلما يُعدّ هذا الإنجاز الكبير تحدّياً في زمن الوباء". ردهة في مركز الزهراء للأمراض الباطنيّة بتوجيهٍ مباشر من قِبل المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافيّ(دام عزّه)، وبناءً على توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا وتوصياتها بدعم المؤسّسات الصحّية والطبّية، أنشأت العتبةُ العبّاسية المقدّسة عدداً من ردهات الحياة الخاصّة بإنعاش المصابين بوباء (كورونا) ومعالجتهم، إذ أعلن نائبُ الأمين العام للعتبة العبّاسيّة المقدّسة المهندس عبّاس موسى أحمد(دام توفيقه) عن شروع قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة المقدّسة بإنشاء ردهةٍ لعلاج المصابين بوباء (كورونا) في مركز الزهراء(عليها السلام) للأمراض الباطنيّة، في ضمن مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبّية في محافظة كربلاء المقدّسة، وأشار: "إلى أنّ مشروع الردهة أقيم على مساحة أرضٍ تبلغ (1000) مترٍ مربّع، وستكون وَفق المخطّطات المصادق عليها من الجهات المستفيدة ومطابقة للمواصفات الطبّية المطلوبة، مع رعاية جميع شروط السلامة خلال مدّة الإنجاز". الردهات وُزّعت على النحو الآتي: أوّلاً: ردهة الحياة الثانية في مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبّية، وأقيمت على مساحة (1550) متراً مربّعاً، وعدد الغرف المفردة الموجودة فيها بنظام (السويت) بلغت (56) غرفة، فضلاً عن أربع غرفٍ للإدارة والصيدليّة والتعفير، وأُنجزت هذه الردهة خلال (15) يوماً فقط. ثانياً: ردهة الحياة الثانية التي أُنشئت في مستشفى الهنديّة العامّ على مساحةٍ (1500م2)، وتحتوي على 35 غرفة (سويت) مفردة تُضاف إليها غرفٌ للتعفير والصيدليّة، وأُنجزت في زمنٍ قياسيّ مدّته (24) يوماً فقط. المرحلة الأولى من مشروع بناية ردهة الحياة الرابعة أنجزت ملاكاتُ قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة أعمالها الخاصّة بإنشاء ردهة الحياة الرابعة في محافظة كربلاء المقدّسة، في مركز الزهراء(عليها السلام) للأمراض الباطنيّة في ضمن مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبّية، هذا بحسب ما بيّنه لشبكة الكفيل المهندس المُقيم في المشروع محمّد مصطفى الطويل، وأضاف: "المشروع تبلغ مساحته (1000) مترٍ مربّع. وكانت جميع الموادّ المستخدمة في البناء خاضعة للفحوصات الهندسيّة المعتمدة في تنفيذ مشاريع كهذه، وقد زُوّدت من موقع العطاء التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة وبكمّية تُقدّر بـ(500) مترٍ مكعّب من جميع الموادّ وتقع في ضمن مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبية". نتائج المخطّطات النهائيّة لمشروع الردهة بحسب تصريح الأستاذ محمّد مصطفى الطويل: القسم الأوّل: عبارة عن عياداتٍ استشاريّة عددها ستّ عياداتٍ ذي اختصاصاتٍ مختلفة، مع غرفة الـ (سونار) وغرفة (الأشعّة) بالأبعاد نفسها ومختبر، فضلاً عن غرفةٍ لإدارة القسم ومجموعتين صحيّتين، واحدة للرجال وأخرى للنساء، إضافةً إلى صالة انتظار. القسم الثاني: عبارة عن (15) غرفة مفردة إضافةً إلى مجموعة صحيّة، فضلاً عن غرفةٍ للأطبّاء وصيدليّة وغرفتين منفصلتين للممرّضين والممرّضات وغرفة للإدارة والمخزن. وأكّد الطويل: "رُوعِيت في إنشاء هذه الردهة جميع المعايير الصحّية الإنشائيّة الخاصّة بإقامة منشآت كهذه، وبما يتلاءم وطبيعة ما ستقدّمه من خدمات، كذلك فإنّ جميع الموادّ الداخلة أُخضعت للفحص الهندسيّ والصحّي وجميعها مطابقة للمواصفات المطلوبة". عمل متواصل انتهت ملاكات قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة العاملة بمشروع بناية ردهة الحياة الرابعة لعلاج المصابين بوباء (كورونا)، التي نفّذتها لصالح دائرة صحّة كربلاء المقدّسة من أعمال المرحلة الثانية في وقتٍ قياسيّ، وأنجزت بعدها المرحلة التي تليها وبعملٍ متواصل لـ(18) ساعة يوميّاً، وذلك من أجل الانتهاء منه في ضمن التوقيتات الزمنيّة ووَفقاً للمواصفات المطلوبة. هذا ما بيّنه المهندس المقيم في المشروع محمّد مصطفى الطويل، وأضاف: "تعدّ هذه المراحل من العمل لأيّ مشروعٍ هي نقطةُ الانطلاق لتكملة باقي فقرات المشروع، وتحتاج إلى وقتٍ ودقّةٍ في التنفيذ، لكنّ ملاكاتنا شعوراً منها بالمسؤليّة المـُلقاة على عاتقها وبناءً على توجيهات الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، اختزلت عاملَيْ الزمان والمكان لتمضي بهذا المشروع مرحلةً تلو الأخرى، فبعد أن تمّ الانتهاء من المرحلة الثانية التي شملت تسقيط المخطّط الخاصّ بالمشروع الذي تمّت المصادقة عليه مسبقاً، وأعمال البُنى التحتيّة للمشروع من خطوط ناقلة للصرف الصحّي وغيرها، وتسليح المساحة المحدّدة فضلاً عن إنشاء مخزنٍ أرضيّ لمخلّفات الصرف الصحّي، شرعنا مباشرةً في المرحلة الثالثة". وبيّن: "أنّ هذه المرحلة شملت صبّ الأُسس بالخرسانة الكونكريتيّة بعد أن تمّت تهيئتها من قِبل معمل العتبة العبّاسية المقدّسة لإنتاج الخرسانة، وتمّ تقسيم مساحة المشروع البالغة (1000) مترٍ مربّع على مقاطع، وكانت أعمال الصبّ تبعاً لقياساتٍ خاصّة مع ملاحظة أنّ الموادّ الخرسانيّة قد تمّت معاملتها بموادّ خاصّة تتلاءم وطبيعة المنشأ". تعفير وتعقيم باشر الفريقُ الوقائيّ في العتبة العبّاسية المقدّسة وبإشراف شعبة الشؤون الطبّية فيها بتعفير موقع مشروع بناية ردهة الحياة الرابعة لعلاج المصابين بوباء (كورونا) وتعقيمه، وتنفّذ هذه العملية ملاكاتُ قسم الصيانة الهندسيّة لصالح دائرة صحّة كربلاء المقدّسة في ضمن مدينة الإمام الحسين(عليه السلام)، وبيّن المهندسُ المقيم في المشروع محمّد مصطفى الطويل قائلاً: "من أجل سلامة ملاكاتنا العاملة في مشاريع كهذه التي تقع بالقرب من المستشفيات أو ردهات الحياة الأُخر، ممّا يجعلهم –لا سمح الله- عرضةً لانتقال الأمراض، سواءً بوباء (كورونا) أو بغيره، وكإجراءٍ احترازيّ ووقائيّ باشر الفريقُ الوقائيّ بحملةٍ لتعفير المشروع والملاكات العاملة فيه وتعقيمه، وبموادّ مخصّصة لهذا الاستخدام زُوّد بها من قِبل شركة (خير الجود)، وبإشرافٍ مباشر من قِبل شعبة الشؤون الطبّية في العتبة العبّاسية المقدّسة، حيث تمّت العمليّة للملاكات العاملة كافّة وبنسبٍ معيّنة حدّدتها الجهاتُ ذات العلاقة، وبما يُسهم في تحقيق السلامة العامّة لهم". ردهة مصابي (كورونا) في مستشفى الهنديّة العامّ قضاء الهنديّة يعدّ من أكبر أقضية المحافظة ويبعد عنها نحو (20كم)، لذا قامت العتبة العباسيّة المقدّسة بإنشاء ردهة مصابي (كورونا) مساهمة منها في تعزيز الاجراءات الوقائية والتقليل من الزخم، وينفّذ المشروع بالتنسيق مع دائرة صحّة كربلاء المقدّسة، وبمتابعة شعبة الشؤون الطبّية في العتبة العبّاسية المقدّسة، المهندس المقيم كرّار بريهي قائلاً: "إنّ أعمال المشروع شهدت صعوبةً لكونها تنفّذ على هيكلٍ كونكريتيّ، وهذا الهيكل مخصّص لبناية صُمّم من أجلها ممّا يجعل الأعمال صعبة، لكن على الرغم من هذا فإنّها لم تقف عائقاً أمام تنفيذ هذا المشروع، والحمد لله الأعمال سارت بخطواتٍ ثابتة وفي ضمن ما حُدّد لها من توقيتاتٍ زمنيّة ومواصفاتٍ فنّية وهندسيّة". عجلة التقدّم واحتواء الأزمات من قِبل العتبة العبّاسيّة المقدّسة لا تتوقّف عند حدود معيّنة، ولا زمن محدّد إنّما هي متواصلة من أجل فائدة المجتمع وخدمةً للبشريّة وكلّ ما ذُكِر سابقاً ما هو إلّا قطرة من بحر جود الكفيل الذي غمر الأمّة بعطاياه السخيّة ويدي الجود المعطاء، (كورونا) فيروس يزول بمشيئة الله ولطفه، لكنّ إنجاز تلك المشاريع وإنقاذ الأرواح باقٍ أثره ما بقي الدهر.