العِشرونَ مِن صفرٍ..

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 155

قراءاتٌ لِشَبابٍ يَنشدونَ الأملَ ويَسيرونَ عَلى طَريقِ الحُسينِ(عليه السلام) فكيفَ يقرأُ الشَبابُ قضيّةَ الإمامِ الحُسينِ(عليه السلام) في العِشرينَ مِن صَفَر؟ إحياء الشعائر يقود إلى عدّة نتائج متعددة الأهداف والمنجزات على الصعيد الفكريّ التثقيفيّ، وتعضيد الروح الإيمانيّة، والنهوض بالوعي الشبابيّ بشكل أخصّ، ونشر المبادئ الحسينيّة بين جميع المسلمين، لنتمكّن عن طريق المبادئ الحسينيّة من تطوير الجانب المبدئي والأخلاقي لدى شريحة الشباب بالتركيز على غرس القِيم الصحيحة في عقولهم وقلوبهم ونفوسهم، كونهم الأكثر عدداً والأكثر حيوية في المجتمع الإسلامي، وغرس هذه القِيم يستدعي دعماً مبدئياً مستداماً ينهل من قِيم عاشوراء ومبادئها، لذلك تقع مهمّة إحياء الشعائر على عاتق الشباب الحسينيّ وباقي الشرائح المجتمعيّة التي يكون لها دور كبير في ذلك. المحتوى الحسينيّ باب من أبواب الإعلام الرقميّ أحلام الخزاعي/ صاحبة مبادرة محتوى ميديا لا يزال الإعلام ممسكاً بزمام الثقافة العامة، وعلى المجتمع الذي يبحث عن بيان أهداف القضيّة الحسينيّة أن يختار أحد فروع الإعلام التي تُغني وتؤثّر في الفئة الشبابيّة، والإعلام الرقميّ قد أصبح فرعاً من الفروع المهمّة في حياة الشباب التي تنمّ عن شخصيّة الشاب الذي يستطيع أن يشكّل رؤىً وأفكاراً وتصورات عن طريق تأثير الإعلام وتركيزه على مفردات وعبارات وصور يكرّرها ليؤثّر عن طريقها في منطقة اللاوعي في ذهن المتلقّي وتفكيره، سعياً إلى تشكيل الرأي العام. إنّ الإنسان بطبيعته يتأثّر بالمعلومات التي تصله، ومع تكرارها تتحوّل إلى قناعات تؤثّر في تفكيره، وتحدّد موقفه من الأحداث والأشخاص، ولهذا تخصّص الشخصيات المثقفة سيناريوهات وأساليب تربويّة تردف الجهة الإعلاميّة، تهدف بذلك إلى كسب الرأي العامّ لصالح ما تتبنّاه من مواقف وتوجّهات، خصوصا في هذا العصر الذي يتفاعل الناس فيه مع معتقداتهم و آرائهم ويعبّرون عن ذلك بمختلف الوسائل المتاحة، بل يتعدّون ذلك بالنـزول إلى الشارع لتغيير الواقع، وهو ما وجدناه في حركة الشباب في الأزمات. فنحن ومن يراقب حركة الإعلام اليوم نفهم أهدافه، وندرك بوضوح ما حصل لنهضة الإمام الحسين(عليه السلام) من محاولات تشويه وتحجيم، جعلت التفاعل مع هذه النهضة العظيمة تفاعلاً وجدانيّاً وعقائديّاً فقط. الدرس العمليّ وعند سؤالنا سيّد جعفر الموسويّ/ أحد خطباء المنبر الحسينيّ عن دور المنبر الحسينيّ في قراءة الشباب للقضيّة الحسينيّة أجاب قائلاً: إنّ المنبر الحسينيّ وسيلة إعلاميّة ثقافيّة مهمّة، تنطلق منها نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) ويسلّط الضوء على أهدافها ومبادئها، وهنا نحتاج إلى تطوير وتجديد؛ لأنّ الجيل الجديد يسعى إلى كلّ ما هو جديد، ليتمكّن من مواكبة الأحداث المعاصرة ومعالجة القضايا المصيريّة في واقع الأمة، ويتأثر بعوامل عدّة، أهمّها مستوى الوعي الثقافي ومدى اطّلاعه، وطبيعة مجتمعه وبيئته، ونزعاته النفسيّة التي يجب على خطيب المنبر الحسينيّ مراعاتها، مجاراةً مع الروح الحماسية لدى الشباب، وهي إحدى أهمّ العوامل الداعية إلى قراءة الأحداث عامّة، وكربلاء العطاء خاصّة بمنظار الحماسة والبطولة والفداء، ولا يتوقّفون عند باقي معطياتها، فإضافةً إلى إظهار حالة الحزن والأسى على شهداء الطفّ، لا بدّ من أن تكون المعلومات مستوفية للشخصيّة من جميع جوانبها، ليكون درسًا عمليًا يعالج جوانب كثيرة في شخصية الشاب. ثلاثيّة المحاور بينما كانت إجابة هناء السوداني عن هذا السؤال وَفق المنهج التاريخيّ من أنّ النهضة الحسينيّة تعتمد على محاور ثلاثة في الخطاب الدينيّ منها: • نقل الوقائع الملحميّة. • بيان لحظات المأساة في تلك الوقائع. • ربط اللحظات المأساويّة بعالم التكوين والغضب الإلهيّ. وهذه الثلاثية شكّلت إعلامًا سرمديًا، ولا تزال آثاره قائمة إلى اليوم، ليعود الشباب بروحية غضّة نظيفة ليستقبلوا هذه الثلاثية بشكل أفضل وأقوى من غيرهم، وإلّا فإنّه ليس هناك إعلامٌ حسينيٌّ خاصٌ بفئات عمرية معيّنة، بل إنّ حجم تلقّي الوقائع هو الذي يوجد حالة من الارتباط مع الإمام الحسين(عليه السلام) ونهضته المقدّسة، وهذا الحجم عادة هو مضاعف عند الشباب نتيجةً لتركيبتهم السوسيولوجيّة والسيكولوجيّة الخاصّة. اختزلت قضية الإمام الحسين(عليه السلام) أهدافاً دينيّة اجتماعيّة ثقافيّة تاريخيّة، لتكون وسيلة إعلامية مؤثرة على مرّ العصور والأجيال فقد تحوّلت إلى وسيلة مهمّة لترشيد الشباب والحفاظ على الروح الحسينيّة التي أسهمت في بناء الإنسان، وضخّ المجتمع بمشاعر النُبل التي تحرّك فيه عوامل الغيرة على الدين وتحدّي الظالمين.