رياض الزهراء العدد 161 لحياة أفضل
أَجراسُ إِنذَارٍ
قد يسوؤكَ أمرٌ ملازم لكَ حتى أنّك لا تستطيع فهمه، بل حتى رصده لتكرارِ خروجه ودخوله في مواقفكَ على مدار سني حياتكَ. نعم إنّه مزاجكَ المتقلّب مع حِدّة الظروف وشدّتها، ونحن بدءاً نقول لكَ: هو أمرٌ طبيعيّ، فأنت بشر ولكَ عاطفتكَ التي تسحب وتدفع منكَ وإليكَ ما يكدّر صفاء راحتكَ والعكس. لكن ليسَ مسموحاً لكَ فتح قناة توصل هضبة الانزعاج تلك إلى الآخرين، فضلاً عن دهاليز نفسكَ المظلمة، إذ مع كلّ ظرف مماثل سيكون من الوارد جداً منكَ إطفاء زرّ لذة الحياة فيكَ جاعلاً من تلك الظروف عبارات تُكرّر بعد كلّ انقلابٍ في أخلاقكَ مع مَن حولكَ وهذا غير مقبول تماماً لأنّكَ إنسان لكَ عقلٌ توظّفه، وقلبٌ تسخّرهُ ونِتاجهما لابدّ من أن يكون لائقاً بهما. وإن لم يُحسنا عملهما فلتُقرَع أجراس الإنذار بداخلكَ ولتُعلن حالة طوارئ في ذاتكَ. فَيَتمّ التفتيش، والجَرد، والبحث الجدّي فيه، وما إن تضع يدكَ على مراكز الضعف بدوائر نقاط الإيعازات ابدأ بمعالجة موضوعيّة عمليّة، وإن أخفقت فاستشر مَن تثق بهم مِن العُقلاء، ولِيكن معلوماً لديكَ تصليح عطب النفس لا يتأتّى بين يوم وليلة، بل بشكل تدريجيّ ومع الكثير من الصبر.