رياض الزهراء العدد 161 الملف التعليمي
أَسَالِيبُ إِنجَاحِ التَّعليمِ الإلكترُونِيّ
التعليم الإلكترونيّ يمكن أن يعرّف لدى البعض بأنّه السهل الممتنع، فهو على الرغم من توافر أدواته الخاصّة إلّا أنّه أصعب ما فيه هو البداية والانطلاقة، وكلّما كانت البداية واضحة المعالم، ثابتة الخُطى كان النجاح هو الحليف الوحيد للمشروع، أمّا إذا تعثّرت الخُطى الأولى فإنّ تصحيح الوضع والعودة إلى المسار الصحيح يكون صعباً ومتعباً، وقد تستهلك الكثير من الوقت والجهد. وعلى الرغم ممّا ذكرت فإنّ الإقبال على التعليم الالكترونيّ لا يزال قائماً، والسبب في ذلك يعود إلى أنّ التعليم الإلكترونيّ يتناسب مع معطيات العصر، فهو الأسلوب الأمثل لتهيئة جيل المستقبل للحياة العلميّة والعمليّة، ويمنح الدافعيّة للمعلّم والمتعلّم في مواكبة العصر، والتقدّم المستمرّ في التكنولوجيا والعلوم، والتواصل مع المستجدّات في شتى المجالات، فضلاً عن ذلك فهو يوفّر مصادر ثريّة للمعلومات يمكن الوصول إليها في وقت قصير، ويُحفّز المتعلّم على مهارات التعلّم الذاتيّ، والاعتماد على نفسه في اكتساب الخبرات والمعارف، وإكسابه أدوات التعلّم الفعّالة. ولكي ينجح التعليم الإلكترونيّ لابدّ من توافر بعض الأمور، يأتي في مقدّمتها أن يكون هناك تناغم بين التربية والمقرّر التعليميّ، وهذا يحدث عن طريق عوامل أهمّها وضوح الأهداف، وترابط المحتوى التعليميّ، ومدى ملاءمة الأنشطة الطلابيّة، وطبيعة التقييم ونوعه. وكذلك الاستيعاب بمعنى أن تحفّز التربية ممارسات الاستيعاب من حيث احتواء جوانب الإنجاز بأنواعها ومجموعاتها المختلفة، والاحتياجات الخاصّة للمعاقين، التي يمكن دعمها على وجه الخصوص عن طريق التعلّم الإلكترونيّ، إضافةً إلى المجموعات العرقيّة والاجتماعيّة المختلفة. والنقطة الأهمّ هي التفاعل، والمقصود هنا تفاعل المتعلّم وتحفيزه للمشاركة في العملية التعليمية. مثلما ينبغي أن تنعكس هذه المشاركة وذلك التفاعل بوضوح في شكل روح مفعمة بالرغبة في التعلّم والتحفيز عليه. ودور المعلّم نفسه في اتباع أساليب ابتكاريّه تحفّز الطالب، والابتعاد عن الأساليب التقليديّة والعتيقة التي قد تؤدّي إلى تحقيق النتائج نفسها. باختصار لا بدّ من أن يكون التعلّم الإلكترونيّ صالحاً للأغراض التي يُستعمل من أجلها، وإجراء التقييم الختاميّ المبني على الصحّة والموثوقيّة، وأن يكون مفهوماً من قِبل المعلّمين والمتعلّمين وأولياء الأمور، وأن يعالج سلسلة متنوّعة من مستويات الإنجاز، مثلما يجب أن يخلو من التأثير الوجدانيّ على المتعلّم. إذا تمّت هذه العوامل مجتمعة فبإمكان التعليم الإلكترونيّ أن ينجح ويحقّق أفضل النتائج للمتعلّمين.