يَسبِقُهُ عُضوٌ مِنهُ إلى الجَنَّة
هو زيد بن صوحان بن حُجْر العبدي، أخو صعصعة وسيحان، كان خطيباً مصقعاً، وشجاعاً ثابت الخُطى، وكان من العظماء(1)، ومن كبار الزهّاد، ومن الوجوه البارزة في تاريخ الإسلام، وقد عُدّ من الأبدال، وكان من خلّص أصحاب عليّ (عليه السلام)(2)، أدرك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصحب الإمام علياً (عليه السلام)، وكان عالماً فاضلاً، ذا بصيرة وفطنة، ومن سادة قومه الموصوفين بالعبادة والزهد، وممّا يدلّ على فضله قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: “مَن سرّه أن ينظر إلى مَن يسبقه عضو منه إلى الجنة فلينظرْ إلى زيد بن صوحان “ وقد قُطعت يده فيما بعد في يوم نهاوند سنة (20هـ - 640م)، وقيل: إنها قُطعت قبل هذا اليوم.(3)، وقد كان لزيد لسان ناطق بالحقّ مبيّن للحقائق، فلم يُطق عثمان وجوده بالكوفة، فنفاه إلى الشام.(4) وعن الإمام الصادق (عليه السلام): “لمّا صُرِع زيد بن صوحان(رضي الله عنه) يوم الجمل، جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى جلس عند رأسه فقال: رحمك اللَّه يا زيد، قد كنت خفيف المؤونة، عظيم المعونة، قال: فرفع زيد رأسه إليه، وقال: وأنت فجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين، فوَ الله ما علمتك إلّا بالله عليماً، وفي أمّ الكتاب عليّاً حكيماً، وأنّ الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك على جهالة، ولكنّي سمعت أم سلمة زوج النبيّ (صلى الله عليه وآله) تقول: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله” فكرهت والله أن أخذلك، فيخذلني الله”.(5) استُشهد في التاسع عشر من جُمادى الأولى في معركة الجمل، وقبره شاخص اليوم في البصرة على يمين الذاهب إلى السيبة في منطقة كوت الزين(6)، وله مسجد يُسمى بـ (مسجد زيد بن صوحان) يقع على بُعد 200م جنوب مسجد السهلة.(7) .................................... (1) موسوعة الإمام علي (عليه السلام): ج16، ص107. (2) موسوعة الإمام علي (عليه السلام): ج4، ص232. (3) فضل الكوفة ومساجدها: ج1، ص39. (4) موسوعة الإمام علي (عليه السلام): ج16، ص108. (5) موسوعة الإمام علي (عليه السلام): ج9، ص332. (6) فضل الكوفة ومساجدها: ج1، ص39. (7) فضل الكوفة ومساجدها: ج1، ص39.