رياض الزهراء العدد 161 منكم وإليكم
إلى غَرِيبِ طُوس
تزاحمت الأشواق في صدري إلى غريب طوس أحنّ وأبكي لاشيء يواسيني سوى النسيم العابر الذي يحمل معه محنة قلبي الحائر المشتاق إلى أن يتنفّس رائحة الفردوس من تلك البقعة الطاهرة. فيا ليت ذلك النسيم يحملني معه إلى دياركَ. يُخرجني من كآبة الفقد والشوق والحنين سيّدي حلماً أن أضع رأسي على أعتاب باب ضريحكَ كحمامة مكسورة الجنح وقد أثقلتها الذنوب، وأجثو على أرضكَ، وأطوف في حضرتكَ باكيةً. يا سلطان غربته! أريد أن أحتمي بشبّاك ضريحكَ، وألوذ لوذ الخائف من دنيا الناس الموحشة يا غريب طوس! متى أتزاحم مع الزائرين في فنائكَ، وأدعو الباري جلّ شأنه في رحابكَ وقد انجلت أيام الفراقِ وذاب الحنين؟ وأتنفّس نفحات عطر ضريحكَ التي تهبّ من رياض النبوّة. وأغفو في حضرتكَ وتحلّق الروح في ساحة قدسيّتكَ التي تغمرها الملائكة بأجنحتها الملكوتيّة وأعلّق أحلامي بشبّاك ضريحكَ بأن أكون قريبة عندكَ قبل أن يأخذني الموت من دون أن أرى ضريحكَ الطاهر. سيّدي لا تحرمني من هزّ شبّاك حضرتكَ بحرقة، وتحطيم كلّ أيام البُعد.