رياض الزهراء العدد 161 منكم وإليكم
ضَجَّةٌ إِلى الحُسَينِ(عليه السلام)
اصمتوا، اتركوها لتغفو قليلًا، ها هو جفنها ينسدل كستارة مسرح.. لاتزال الضجّة بصوت مكتوم هنا وهناك، ولكنّها نامت أخيرًا.. أصدقائي هذه امرأة كبيرة تحتاج إلى الراحة، ألا ترون ضجّتكم الدائمة، هل ينفع ذلك بالله عليكم؟ عزيزي (العقل) نحن في شهر صفر هل تعي ذلك؟ أتظنّها ستقنع بكلامكَ وترتاح، لقد دأبت خمسين عاماً على إحياء عزاء الأربعين، وفي هذه السنة بسبب (كورونا) بات الوضع مربكاً، فهي التي لا تتركنا نرتاح وليس العكس، هل تعرف ماذا تفعل بنا؟ تعذّبنا كلّ يوم، تنظر إلى يديها وتقول: إيهٍ ماذا أفعل بكما؟ إنّما شرف اليد خدمة الحسين(عليه السلام)، حتى تعمد هذه المسكينة إلى ملء أقداح الماء مع كلّ وجبة طعام، ثمّ تغمزني أن أقول: اشربوا الماء على حبّ أبي الفضل(عليه السلام).. هل تعرف أنّ العين متورّمة؟ فهي ما تفتأ تنعى الحسين(عليه السلام) في نفسها، ثمّ إنّ الغصّة التي لا تجد سبيلًا إلى البوح فتُلهب العين؟ اسمح لي أن أتكلّم عن القدم؟ لا أتركها تتكلّم عن نفسها.. عزيزي أنا اللسان وكلّهم يكلّفوني بنقل معاناتهم، فقدمها متعبة متألّمة تحتاج إلى علاج، وهي ترفض مراجعة الطبيب، تقول: عافيتي هناك، على طريق الزائرين.. انتفض العقل يرفض كلّ التبريرات.. اتركوها لتنام قليلاً، سأوحي لها بعمل مجلس في البيت للملائكة، أظنّ ستعجبها الفكرة.. أيّة فكرة! هذه تريد أن تعمل وتسقي وتطبخ وتلطم، ملائكتكَ لا تتفاعل مع هذه الأمور عياناً.. إذن سأطلب مساعدة القلب، فهو يعرف كيف يقنعها أكثر منّي.. أيّها القلب لِمَ أنتَ صامت؟ -: أنا لم أصمت مذ خلقتُ، رأيتها وهي تكبر وتُكلّف وتتزوّج وتنجب، لم يكفها أن زرعت سني عمرها على درب الطفّ، بل كانت تزرع أطفالها هناك، كانت تغرس رايات أولادها مذ ولادتهم.. ثبّتت موكباً صغيرًا لها في أيام نفاسها خشية أن تموت وتتركه بلا موكب.. أيّ طبيب، حتى الطبيب رأيناه يبكي حين ذكرت الحسين(عليه السلام) عنده.. أما من ناصر ينصرنا؛ لنسير على طريق الحسين(عليه السلام) في الأربعين؟