رياض الزهراء العدد 160 نور الأحكام
اِدّعاءُ السِّيَادَةِ
قال تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ)/ (الأحزاب: 5) لقد ورد في أحاديث شريفة عن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) اللعن على مَن انتمى إلى غير أبيه، ومن هذا المنطلق حرّم علماؤنا ادّعاء (السيادة) لـمَن ينتمون إلى عشائر وأُسر لم تُعرف بذلك بغير حجّة قاطعة، ويلزم رعاية الاحتياط والتثبّت في هذا الأمر المهمّ، وليعلم أنّ الله سبحانه وتعالى حينما خلق الخلق أقواماً من أنساب شتّى، لم يرخّص في أن يُنتسب المرء إلى غير مَن ينتسب إليه، ومَن ادّعى ذلك من غير حجّة فقد ارتكب خطيئة، ولم يُبارك الله في انتسابه، ولم يسعد به في دنياه، وكان وبالاً عليه في يوم القيامة، وإذا تلقّى بذلك جاهاً أو مالاً لم يستحقّه فإنّما تلقّى حراماً وسحتاً، ومَن تورّع عن ذلك فقد وقى نفسه الخطيئة ووفد على الله(سبحانه وتعالى) كريماً. إنّ كلّ مَن أراد عزّاً بلا عشيرة، وجاهاً بلا سلطان فليخرج من ذلّ معصية الله تعالى، ويدخل في عزّ طاعته فـ: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)/ (الحجرات: 13)، ثمّ إنّ (السيادة) المدّعاة لا تقرّب جنّة ولا تُبعد ناراً، فقد ورد في الحديث الشريف: « ..خلق الله الجنّة لمـَن أطاعه وأحسن، ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق النار لمـَن عصاه ولو كان ولداً قرشيّاً»(1). ................... 1. بحار الأنوار: ج46، ص 82.