رياض الزهراء العدد 160 همسات روحية
الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
من المؤسف جدًا أن تتعامل مع أحدهم عاطفيًا فيما أنتَ تعارضه عقليًا! موجعٌ أن تتقبّله بحرارة المشاعر، و صدق الأحاسيس ثمّ لا يمكنكَ أن تفهم مشروعه.. أن لا تُدركَ أبعاد هدفه! مع الإمام الحسين(عليه السلام) يطيب البكاء، و يحلو النحيب، كلّ شيء في ساحاته يبدو أجمل حتى ثيابنا السوداء.. التعب والعناء، الازدحام، والضغط النفسيّ، الفوضى، والسهر.. كلّها معه تُصبح أمورًا إيجابية ومشرقة! فماذا يا تُرى يحدث حين يكتمل العطاء العاشورائي، وتحين أيام العمل؟ ما الذي يحجزنا عن تطبيق الفكرة الجوهريّة الأولى في هذا الموسم السنويّ؟ تُرى ما الذي يُقعدنا عن إكمال مسيرته؟ « إِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ ...، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ..»(1) نحن الذين نضطرم بين يديه باللوعة، واللطم! في الحقيقة توجد لدينا الكثير من التبريرات والعلل في مجال التقهقر، وربّما أصاب بعضها موقع الصواب.. لكن غالبية صمتنا إنّما تكون بواعثه طلب الراحة! ننأى بأنفسنا تحت الظلّ حين نواجه الخطأ، نظن أنّ مواجهة كلّ الأخطاء ستستهلكنا.. و لكن هل انتهى الحسين(عليه السلام)؟ مَن سواه بقي؟ هو الذي تصدّى لأكبر فساد تاريخي بأسمى موقف تاريخيّ, بل كيف يمكننا أن نجتاز عثرات مجتمعاتنا من دون تقويم و نحن نعلم أنّ الحسين(عليه السلام) أصلح أمّته بآلام لا تصدّق ؟! كيف نُحيي مجالس الحسين(عليه السلام) إن كانت الآثام تعبرنا دون أن نحتج ؟! يا حسين آن لنا أن نتّبعكَ.. فأردفنا جنوداً لكَ مجنّدة.. .............................. (1) إحياء عاشوراء لماذا؟: ج3, ص4.