رياض الزهراء العدد 160 نافذة على المجتمع
الغُصْنُ المُبَارَكُ مِن إذَاعَةِ الكَفِيلِ.. مَكْتَبُ النَّجَــــفِ الأشرَفِ
إشراقة نور تشعّ في الأثير، تحمل صوتا زينبياً مضمّخاً بأريج الولاء، محمّلاً بالخير الكثير، ترفل كلماته بالهدى والعطاء الوفير، إنّه صوت إذاعة الكفيل من العتبة العبّاسية المقدّسة التي شاء الله تعالى أن يكون صوتها رائداً يحمل وهج النهضة الغرّاء لسيّد الشهداء(عليهم السلام)؛ ليوصل إلى الأجيال أهداف كربلاء، وصدى بطولات أفذاذها من الرجال والنساء، فيستنهض الهِمَم داعياً إلى الاستنارة بهم، والاستضاءة بما أُثر عنهم لإكمال المسيرة، حتّى الفوز برضا الله تعالى ونصرة الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف). إذاعة مباركة معطاء، كان لرياض الزهراء(عليها السلام) جولة في أروقتها، وتحليق في فضاءاتها، حاولنا عن طريق ذلك أن نسلّط الضوء على غصن من أغصانها، وفرع مبارك من فروعها، انطلق ضياؤه بعد تأسيسها، إنّه مكتب إذاعة الكفيل في مدينة النجف الأشرف، مدينة العلم والمعرفة. التقت رياض الزهراء(عليها السلام) بالحاجّة أمّ محمّد عليّ/ مديرة مكتب النجف الأشرف في إذاعة الكفيل فتحدّثت مشكورة: من نِعم الله تعالى علينا انطلاق هذا الصوت الزينبيّ الذي يحمل الإرث الكبير والمسؤوليّة العظيمة، وفي مكتبنا في النجف الأشرف نعمل جاهدين لرفد الأثير بكلّ ما من شأنه النهوض بالفرد والأسرة والمجتمع عامّة، أمّا خلال هذه الدورة الإذاعيّة، أي دورة شهري محرّم الحرام وصفر الخير، فللعمل طابع خاصّ ونكهة متميّزة؛ لخصوصيّة الزمان والأحداث الجِسام التي وقعت فيهما، إذ نحاول أن نعيش قيم النهضة الحسينيّة المقدّسة ومبادئها، ونستنطق أحداثها، ونفسح المجال أمام رؤاها لتتفاعل مع واقعنا فتسهم في إصلاحه وبنائه والارتقاء به، نسأله تعالى التوفيق لخدمة الإسلام، واعلاء راية الحقّ التي بذل من أجلها إمامنا الحسين(عليه السلام) نفسه الشريفة، والخيرة الطيّبة من أهله وصحبه(عليهم السلام). وفي أثناء تجوّل رياض الزهراء(عليها السلام) أطّلعنا على البرامج المباشرة لهذه الدورة الإذاعية في مكتب النجف الأشرف، التي كانت كالآتي: - عارفاً بحقّك: برنامج يُستهلّ به الأسبوع الإذاعي ويُبثّ في صباح يوم السبت، عنوان جذبنا وحرّك قلوبنا، وبعد تصفّح وُرَيْقات إعداده، علمنا أنّه يتحدّث عن زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، فالأرواح والقلوب تجدّ السير إلى لقاء المحبوب، والحسين(عليه السلام) سفينة النجاة، وقارب الخلاص من طوفان الحياة، فما إن يُذكر اسمه حتى تفور الصدور، وتغلي مراجل الاشتياق توقاً إلى زيارة ضريح النور، ولكن يبقى السؤال يتردّد ويدور، تُرى كيف نزوره؟ وكيف نحقّق ما أوصى به أئمتنا(عليهم السلام): "عارفاً بحقك"(1)؟ هذا ما تكفّل البرنامج ببيانه، وأفصح عن جميل أسراره، ولن نتكلّم عليه أكثر؛ ليبقى للقارئ والمستمع شوق الاستماع إليه. - أمّة في رجل: برنامج يُبثّ صباح كلّ يوم أحد، عنوان جذّاب دفعنا إلى سبر أغواره، وتقليب صفحات إعداده لنبحث عن المقصود، فرأينا أنّه يدور حول سبط سيّد الأنبياء في عالم الوجود، إنّه يتحدّث عن الإمام الحسين(عليه السلام)، لكن ليس ذلك الحديث الذي ألفناه، واعتدنا على سماعه كلّما أتْت أيام الإمام الحسين(عليه السلام) وذكراه، فهنا الحديث يبدو مختلفاً، إذ يُسلّط الضوء في هذا البرنامج على بُعد مهمّ في شخصيّة سيّد الشهداء(عليه السلام)، وهو البعد القيادي الذي أثَّر في الأعداء قبل الأصدقاء، ولا يزال صداه يطبق الآفاق، ويستحثّ النفوس على التألّق والسموّ والإشراق، برنامج تتناول محاور حلقاته أبرز سمات الشخصيّة القياديّة، ولن نتكلم عليه أكثر؛ لنترك للمستمعين والقرّاء شغف المتابعة له والانتفاع بما يحمله من عطاء. - آخر الرمق: برنامج يُبثّ صباح كلّ يوم ثلاثاء، عنوان ما إن قرأناه حتى تبدّل حالنا، وازدحم فضاء الذهن بتساؤلات مؤلمة جداً تُرى عمّن يتحدّث؟ ومَن هم الذين سنشهد عبر حلقات البرنامج ساعة وداعهم في الرمق الأخير؟ ودفعنا الفضول إلى تقليب صفحاته، وسبر أغوار حلقاته، فرأينا ما يأخذ بمجامع القلب والشعور، ويستدرّ المآقي بعد غليان الصدور، فحلقاته تنقل السامع إلى عرصات كربلاء، حيث الشهداء وسيّد الشهداء(عليه السلام)، حيث الخيام والأطفال والنساء، حيث مشاهد الوداع الحافلة بالإيمان والتضحية والفداء، والصبر والعنفوان والإباء، مشاهد لن يُرى لها مثيل إلّا في عرصات الطفوف، حيث أبطال الصفا وفرسان الهيجاء، ولن أزيد أكثر من هذا؛ لأترك لمَن يتابع الإذاعة لذّة التحليق في سماء الدمع والنفع والعِبرة والعَبرة، فبعد البكاء تتألّق الروح وتكون مؤهّلة للاستزادة من عطاء سيّد الشهداء عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التحايا والثناء. - آيات الشهادة: برنامج يُبثّ صباح كلّ يوم ثلاثاء، عنوان استوقفنا وحدا بنا إلى تقليب وريقاته بعد أن جالت في أذهاننا احتمالات عدّة، لربّما هم الشهداء على مرّ التاريخ، ولربّما هم شهداء كربلاء، ولم ندّخر جهداً في فتح ملفّه لرؤية ما يحتويه، فوجدنا أنّه يتحدّث عن شهداء الحشد الشعبيّ المقدّس، يرافق مسيرتهم، ويسلّط الضوء على أبرز معاركهم وبطولاتهم، ثم ينتقل بعد ذلك إلى شرح مضامين وصيّة المرجع الأعلى آية الله السيّد السيستاني(دام ظله)، إذ يتوقّف عند كلماته، وينقّب بين حروفه باحثاً عن مراميه، محاولاً أن يسبر غور الكلمة وينظر إلى ما ورائها ليبثّها رسائل وعي وهداية للأجيال القادمة، ثم يختم البرنامج بفقرة (شموع موقدة) إذ يتمّ اللقاء بأسرة أحد الشهداء وتُشعل له شمعة وتُهدى إلى روحه الفاتحة، ولن أسهب أكثر لأترك لمن يودّ المتابعة لذّة التحليق في آفاق الشهادة وذكرى الشهداء. - نهضة الخلود: برنامج يُختم به الأسبوع الإذاعي، ويبثّ في صباح يوم الخميس، ما إن قرأناه حتى خمّنا موضوعه، وسارعنا إلى اكتشاف حلقاته فوجدناها مثلما توقّعنا، تحلّق في سماء تلك النهضة المباركة، تبحث في جذورها وأسسها ومنطلقاتها، وتناقش ظروفها، وتدرس حيثياتها من زاوية عقائديّة وتاريخيّة؛ بغية الارتقاء بمستوى الوعي لفهم الواقعة، وإدراك عمقها ورسالتها، ولن أفصح عن مكنون حلقاته؛ لأدع للمتابع شغف الاكتشاف وحلاوة الاستزادة من جميل إفاضاته. وما كان هذا إلّا غيضاً من فيض، فللإذاعة الكثير من البرامج المسجّلة، والفواصل الرائعة التي تُسهم في زيادة الوعي والبصيرة، وتأخذ بيد مستمعاتها إلى خير الدنيا والآخرة. دعواتنا بأن يبقى صوتها مدوّياً إن شاء الله(سبحانه وتعالى) حتى الظهور وتألّق النور للإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف). ...................................... (1) مستدرك الوسائل: ج10، ص157.