بَراعِمُ وَزُهُورٌ على دُرُوبِ النُّورِ
كنتُ ولا أزال أشعر بالهلع والفزع كلّما أمسكت ابنتي الهاتف المحمول على رغم ثقتي بها، لكنّي حريصة على مراقبة اتصالاتها... لعلمي أنّ لهذا الجهاز منافذ كثيرة يخرج منها الشيطان لتكون ابنتي -معاذ الله- صيداً سهلاً، بعدما صَمَتتْ لبرهة... واصلتْ أمّ زهراء كلامها قائلةً: لا شكّ في أنّكنّ مثلي - أمّ عليّ: أجل.. وكثير من الأمّهات والآباء الملتزمين يشعرون بواجبهم الاجتماعيّ والدينيّ والأخلاقيّ. - أمّ حسين: كلّنا نُدرك خطورة هذا الغزو الشرس الذي يغرس أنيابه القاتلة في عقول أبنائنا وقلوبهم، فأحياناً أشعر بالإحباط، ولكنّ ثقتي بالله ودعائي يمنحانِ قوةً وأملاً. - أمّ جعفر: المسؤولية ثقيلة فعلاً، وبما أنّ الإنترنيت صار وسيلة لابدّ منها، فعلى الأسرة الانتباه والحذر. - أمّ عليّ: تحسين العلاقة مع الأبناء والاطّلاع على أفكارهم، وكذلك المراقبة والمتابعة من أهمّ الأمور التي تجعلهم في أمان من براثن الشيطان. - أمّ زهراء: اليوم شعرتُ بشيء من الأمان... فقد تجسّدت أمامي حقيقة: أنّ الدين محمّديّ الوجود حسينيّ البقاء، فهذه الفتاة ورفيقاتها ألهمهنّ حبّ الحسين فكرة بسيطة لكنّها عظيمة المعنى: جاءت زهراء تعرض عليّ مشروعها، إنّها ومجموعة من رفيقاتها فكّرنَ في إحياء ذكرى عاشوراء للأطفال، وباستخدام التكنولوجيا الحديثة. - أمّ عليّ: ما شاء الله! ما فكرة المشروع؟ - أمّ زهراء: كلّ فتاة من المجموعة تُشرك الأطفال في أسرتها، أو جيرانها وتشكّل فريقاً، وتتسابق الفرق في الإجابة عن الأسئلة، والفريق الفائز هو مَن يسجّل أكثر الإجابات الصحيحة. - أمّ حسين: نعم كانت زينب من المتحمّسات لهذا المشروع.. والحمد لله على أنّ وقت الفراغ سيكون مثمراً ونافعاً إن شاء الله تعالى. - أمّ زهراء: سيتعرّف الأطفال الصغار على حياة أهل البيت الأطهار(عليهم السلام) وسيرتهم بأسلوب لطيف وبسيط إضافة إلى معلومات متنوّعة أخرى. - أمّ حسين: وستكون هناك هدايا للمشاركين تهدف إلى حثّهم وتشجيعهم، وأعتقد سيكون لها أثر طيّب. - أمّ جعفر: هذه أعمال تُدخل السرور على أهل البيت(عليهم السلام) لأنّها إحياء لإمرهم(عليهم السلام) وقد قالوا: "رَحِم الله مَن أحيا أمرنا". - أمّ عليّ: بُوركتْ تلك الزهرات اليانعات، وبوركتْ أمّهات أنجبنَ وربّينَ. - أمّ حسين: بارك الله فيكنّ. - أمّ عليّ: لم يخذلني قلبي، فالظلام أينما كان ومهما كانت شدّته ما يلبث أن ينبثق شعاع حبّ أهل البيت(عليهم السلام) وولائهم؛ لينير لنا دروبنا، وينشر فيض الرحمة الإلهيّة علينا. - أمّ جعفر: هذه البراعم إذا ما سُقيت بحبّ الله، وتولّتها العناية والاهتمام من الأسرة لا شكّ في أنّها ستكون أشجاراً باسقةً تسرّ الناظرين. - أمّ عليّ: إن شاء الله سيكون ذلك، هذه مبادرة وستأتي أخواتها، فبتعاون الجميع والشعور بالمسؤولية، والعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنحقّق الهدف. الجميع هتفنَ: إن شاء الله.