رياض الزهراء العدد 160 لحياة أفضل
الاعتدالُ في حياةِ الإنسانِ
الاعتدال في حياة الإنسان مبدأ أساسيّ، يؤدّي إلى الاتزان والوسطيّة في شتى مجالات الحياة، وهي حالة محمودة وخاصية أساسيّة من خصائص الدين الإسلامي، وتدخل في نظام الحياة أخلاقياً واجتماعياً وسياسياً وحضارياً، أهمّها التوازن، وعدم الميل إلى أحد طرفي المعادلة أي الإفراط أو التفريط. إنّ الإنسان إذا ابتعد عن الإفراط والتفريط في أحواله وأخلاقه الخاصّة فقد اهتدى إلى الكمال الأخلاقيّ، ومراعاة مقدار حدّ الوسط في الحبّ والبغض، والفرح والحزن، والكلام والسكوت، والإسراف والتبذير، والتوسّط في كلّ الأمور هو أفضل طريقة يتّبعها المؤمن ليؤدّي ما عليه من واجبات نحو ربّه، ونفسه، والآخرين، الاعتدال ينشئ إنساناً طبيعياً، ذا نفس مستقيمة وبعيداً عن جميع أنواع التطرف المتولّدة من الإفراط والتفريط، وتعدّ ثقافة الاعتدال من أهمّ الثقافات التي يجب أن يُربّى عليها الأجيال، حيث يخرج للمجتمعات أفراد لديهم ثقافة الاعتدال والوسطية، ومن أهمّ الأمور التي ينبغي مراعاة مبدأ التوازن والاعتدال فيها هي العبادة التي هي أعلى عمل إنسانيّ. لذلك ينبغي التركيز على هذه الخصلة في المدارس والجامعات ومواقع العمل، وبالإمكان الاستعانة بوسائل الإعلام في نشرها عن طريق توعية الناس وحثّهم عليها.