فُرسَانُ الأَرضِ...حَشْدُنَا

حوراء ء رياض العبيدي/ جامعة العميد
عدد المشاهدات : 235

أطراف مُتجمّدة في الأول من يناير.. وجوه مُلتهبة في المنتصف من يوليو.. إنّها الدهشة على أرضٍ قاحلة، ينحدر نحوها الرعب والموت الأحمر اللذان سرعان ما يتحوّلان إلى رماد متطاير بفعل شرارة عيون تلك الشخوص المرابطة، كيف لسبعين فردًا يغدون ألوفاً هكذا!؟ وكيف لطفٍّ تحتويه كربلاء يمتدّ هكذا من عرش العراق (البصرة الفيحاء) إلى تاجه (نينوى الحدباء)؟ كُلّ ما حدث قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، فيلمٌ وصل إلى الجزء الثاني في الشام ثمّ تأجّل عرضه، ليُعرض الآن ويعود من أرض الشام نحونا عبر نينوى أخرى، عناصر الوجود التي ترسم اللانهاية على فُسيفساء (الحضر) مثلما رسمتها قادتهم على رمال كربلاء هي عناصر بمُسمّى لم تغيّره السنون، إنّهم (الأنصار) أنصار كربلاء، نصروا إمامًا واقفاً في دائرة الذِكر المُستديم، وهكذا أنصار فتوى الحقبة الخالدة.. إنّهم تحت أنظار العالم المنبهر لحالهم، كيف يُمكن لهذا العدد أن يُحدث كُلّ هذا الفرق في الأرضين حتى السماوات؟ هل هو جنون أم عشق الربّ الذي يدفعهم إلى لقائه بوسيلة أو بأخرى؟ تتسارع جزيئات الزمن كأنّها نبضٌ شارف على التوقّف لتلتحق بهم، ولكنّ مطاياهم الخاطفة لا يُمكن أن يلتقطها سوى ملائكة السماء التي إن انبهرت بفارسٍ مِنْهم دوّنت وأرسلت إلى السماء اسمه، يا رياض السماء نحن بحاجة هذا الفارس الذي يرتدي حُبَّ عليٍّ درعاً، فُرسان يتوافدون وكأنّ الموت لعبتهم، والمشقّة هوايتهم... هم في بُقعة واحدة من هذه الأرض ليس لها نظير؛ لأنّ نظيرتها عَدن التي تقبع في كبدِ السماءِ... إنّها أرض العراق، وإنّهم حشده المـُقدّس مِن البصرة العرش حتى نينوى التاج!