عَوِيلُ القَلبِ
لا أعرف سرّ عباب قلبي واصطخاب أمواجه حينما أبحث عن نفسي في دوّامة الحياة، أريد أن أكون ولا أعلم كيف السبيل؟!! أنكفئ أنا المرأة المسلمة على أن أكون من الثلاث عشرة أو الخمسين امرأة من القائدات في جيش الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، لكنّي لا أسعى إلى تحصيل ذلك؟!! فتراني أبعث بالرسائل الكوفيّة الداعية إلى قدومه، وأسعى إلى الالتحاق بركب عين الحياة وأخشى أن أكون ممّن يتّخذ من الليل جملاً؟!! أزجي العيال والزوج كزوج زهير بن القين، ولا أعلم إذا ما حان الحين هل سأرفع شعار: "مالنا والدخول بين السلاطين"؟!! أسعى إلى حمل عمود أمّ عبد الله بن عمير لأردّ به منكراً، وأطمح إلى شقّ صفوف الفتنة بسيف أمّ عمر بن جنادة، وأريد أن أرمي الباطل بالحجر؟ جلّ ما أريده شهادة بين يديه، كشهادة أمّ وهب زوجة عبد الله بن عمير الكلبيّ التي طلبت الشهادة إثر سقوط زوجها، إذ ضربها مولى الشمر بعمود على رأسها!! بل إن أنكرتُ باطلاً كزوج خولي فخير وبركة!! أعلم أنّ الخطّ واحد والظهور امتداد للنهضة، ولكن هل استلهمتُ من هذه لذاك؟!! آه لأنين قلبي معولاً وأنا أجول في خلود الطفّ، وأتنقّل بين مجرياته، لأبحث عن قدوتي التي أسعى لأن أكون مثلها، فيتمثّل أمامي الصبر جلموداً منقطع النظير في خضمّ نائبات ورزايا ومِحَن عجز الصبر عن صبرها، وتسليم مطلق ترى به صنع الجميل جميلاً، وثباتاً وعزّة وكرامة تحدّت بها شماتة الأعداء، فأبتْ الرضوخ والتذلّل لابن الطلقاء، ورباطة جأش كسيل هادر يفضح الفاسق الفاجر، متحدّيةً إياه: "كِد كيدكَ وناصب جهدك". أمّا ذاك اليقين فعجباً منه!! يقين يرى المستقبل ماثلاً أمامه حياً حاضراً: "فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا، ولا تُدرك أمدنا...!!". مَن أنا من بين كلّ ذلك؟! هل أعددتُ نفسي وأسرتي ومجتمعي لأكون فرداً في دولة الحقّ؟! مَن منّا يريد الضنك في العيش؟! مَن منّا يرغب في الشيطان قريناً؟!! ولكن هل نسعى إلى رفع ذلك؟!! إنّ مجرد الاستعداد يجعل منّا أفراداً صلحاء في المجتمع. فكلّ المشكلات التي تحيط بنا سببها واضح بيّن، وجلاؤها أيضاً كذلك، ولكنّ الغفلة والشقوة حالت دون إدراك ما نريد.