لِرَفعِ رَايةِ الحقّ

لوية الفتلاوي
عدد المشاهدات : 215

تراءى لي الينبوعُ الكوثريّ، وكأن لسانَ حالها يشكو ظلامات قد وقعتْ عليها.. حين غُصِب حقُّها في فدكٍ، وحرمانها حتى من البكاءِ على أبيها.. وإسقاطُها جنينَها محسناً ثالثَ الأسباط. على الرغم من كلّ ما فعلوه؛ لكنهم لم يستطيعوا تكميمَ فمِها الطاهر عن النطقِ بالحقّ ضدّ الباطل.. إذ تفوّهتْ بخطبةٍ بكت لها العيونُ، وتقرحت لها القلوبُ، وحيّرت العقولَ.. فمضت روحُها الطاهرةُ إلى بارئِها وهي غاضبةٌ على القوم.. مضتْ أولَ شهيدةٍ بعد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، وباستشهادها (عليها السلام) طُويت صفحةٌ خالدةٌ ضمّت في طياتها الطهرَ بقداستِه.. وتنطوي صفحةٌ أخرى باستشهاد القاسمِ ابن الإمام موسى بن جعفر، مَن تيمّن بوظيفةِ ساقي العطاشى بكربلاء.. حيث قضى عُمرَه الشريف في سقيِ الماءِ، إذ لم ينَسَ عطشَ جدّه الإمام الحسين (عليه السلام)، بقلب يعتصرُ ألماً ولوعةً على مصابِه المقرحِ للقلوب.. وصفحةٌ أخرى تنطوي بوفاةِ عميدِ المنبرِ الحسينيّ الشيخ أحمد الوائلي(رحمه الله)، حيث خدمَ القضيةَ الحسينيةَ بكلّ معانيها الفذّة.. وتُفتحُ صفحةٌ تتألم لها القلوب، وتذرف الدموع كالسيلِ العرمِ بتفجير المأذنتينِ في سامراء، وتستعر الجراحات مُجدّداً رافعةً صوتَ الله أكبر..