رياض الزهراء العدد 159 همسات روحية
صِدْقُ النِّيَّةِ
السؤال: المتأمّل في فلسفة تشريع الحجّ يستقرئ أحكاماً وآداباً تهدف إلى غرضين أساسيّين: الأول توثيق صلة الإنسان بربّه، والثاني التربية على الالتزام بالقِيم الأخلاقية، ورعاية النظام في إدارة الشؤون الحياتيّة جميعها وهو عنوان للبركات الدنيوية، فما البركات الأخروية للحجّ، وكيف تكون هذه البركات؟ مضمون الردّ: للحجّ بركات أخروية عديدة، فعن الإمام الصّادق(عليه السلام) قال: "لمّا حجّ موسى(عليه السلام) سأل جبرئيل(عليه السلام): ما لمَن حجّ هذا البيت بلا نيّة صادقة، ولا نفقة طيّبة؟ قال: لا أدري حتّى أرجع إلى ربّي. فرجع، قال الله تعالى: قل له: أهبُ له حقّي وأُرضي عنه خَلقي. فقال: يا جبرئيل ما لمَن حجّ هذا البيت بنّية صادقة ونفقة طيّبة؟ فأوحى الله(سبحانه وتعالى) إليه: قل له: أجعله في الرفيق الأعلى مع النبيّين"(1)، فلو أنّ الإنسان دخل الجنّة، وبعد دخول الجنّة سكن في حيّ الأنبياء، وفي حيّ الشهداء، وفي حيّ الصدّيقين.. فهل يبقى من السعادة أمر لم يصل إليه؟.. فقد وصل إلى غاية المُنى!.. نعم، هذا ثواب الحجّ بنية صادقة، ونفقة طيّبة. ............................... (1) مستدرك سفينة البحار: ج188، ص1.