رياض الزهراء العدد 159 همسات روحية
حَجُّ القُلُوبِ...
بخُطى الشوق سافرتْ روحي إلى ديار الحبيب.. وبين ثنايا الصمت طرّزت على لوحة الأمل رغباتي.. فنحرتُ هواي وقدّمت مهجتي قرباناً لرضا ربّي.. وفي ليالي الشهر الحرام حلّقت كالفراشات أمنياتي.. فسعيتُ بخُطى الحزن أسرع بين صفا الشوق.. ومروة الحنين.. علّني أجد ما أطفئ به ظمأ نفسي.. وبخيوط شغاف القلب ربطتُ وجعي.. وطِفتُ هناك طوف الخيال؛ لأستنشق عطر قُبلتي.. وأسمع الأملاك تردّد تسبيحًا وتهليلًا، تحلّقوا حول كعبة العشق ومُنيتي.. إيهٍ يا جبل.. فعلى سفحكَ يحلو الاعتراف.. فها هي تعترف وتقرّ بما جنتْ جوارجي... وبدمع الندم تكلّمتْ عَبرتي .. وبحسرة الآه غصّت لوعتي .. وتحشرجت بين ضلوع الجرح آهتي .. أي ربّ ارحم عبدكَ الآبق.. جاءكَ مستجيراً من نفسه.. اجبرْ مهيضًا غارقًا في خطاياه.. اقبل مسكينًا حسرته كخنجر في ثناياه.. ارتجّ البيت لنداء كلّ تلك الأصوات.. فترنّمت الأرواح على نداء ربّها.. إنّي قريب أجيبُ دعوة الداعي إذا دعانِ.. فهامتْ النفس عشقًا لمولاها.. وتنفّست أريج قبول تقواها.. فرجعت آمنة إلى مستقرّها ومثواها..