"الكَسَلُ عَدُوُّ العَمَلِ"(1)

منى إبراهيم الشيخ/ البحرين
عدد المشاهدات : 271

حوراء: سؤال يجول في ذهني بشأن الكسل. ليلى: تفضّلي لنستفيد. حوراء: لماذا نرى البعض ممّن يتمتّع بذكاء عالٍ ولديه إمكانات مادّية جيّدة، وجوّ أسريّ مساعد على النجاح والعطاء، لكنّه مخفق في الدراسة والعمل، بينما نرى شخصاً ذا ذكاء عاديّ أو متوسط وإمكانات محدودة، أو لِنَقُل معدومة، ولكنّه متفوّق دراسياً ووصل إلى مراكز علميّة عالية! ليلى: أعتقد أنّ للكسل دوراً مؤثراً، فهناك من لديه عقل وإمكانات ولكنّه كَسِل ولم يعمل، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): "عدوّ العمل الكسل"(2)، فالقدرات معطّلة والنتيجة هي لا إنجاز، بعكس الآخر الذي جدّ وعمل فوصل إلى ما يطمح. حميدة: الكسل مرض، وهذا المرض له علامات ويمرّ بمراحل عديدة، ويمكن الوقوف عليها عن طريق حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): "أمّا علامة الكسلان فأربعة: يتوانى حتى يفرّط، ويفرّط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم ويضجر"(3). ليلى: مثلما ذكرت حميدة، فالكسل مرض على خلاف طبيعة الإنسان، وله علامات، وهو لا يحصل من دون أسباب، مَن منكنّ تستحضر بعض هذه الأسباب؟ زينب: من الأسباب الجهل بقيمة العمل في الدنيا والآخرة، وأهمّيته وثوابه، فكلّ ذلك يدعو إلى التقاعس والكسل، والجهل يعدم الانتاج ويُفني الحياة، فعن أمير المؤمنين(عليه السلام): "الجهل مُميت الأحياء..."(4)، والجاهل ميّت لا نفع فيه ولا نشاط ولا عمل. بتول: عامل آخر هو ضعف الإيمان بالله وباليوم الآخر، وبالحساب والجزاء، فمثلما أنّ الإيمان يسوق إلى العمل فإنّ ضعفه يؤدّي إلى التواني والقصور، فعن الأمير(عليه السلام): "المؤمن يرغب فيما بَقِي... بعيد كسله، دائم نشاطه"(5). حوراء: عامل ثالث هو التربية السلبية التي تقوم على الدلال، فتخلق فرداً كسولاً اتكالياً على الآخرين، لا يستقلّ ولا يستغني عنهم في أمور حياته والقيام بوظائفه، فمَن اعتاد على توافر كلّ حاجة أمامه ويجدها حاضرة من دون عناء، كيف لا يكسل! حميدة: الرابع هو النظرة السوداوية إلى الحياة عن طريق التركيز على المصائب والتحدّيات، وتلقين الإنسان نفسه بعدم القدرة على تخطّي العوائق، وقد تنشأ هذه النظرة لكونه يصاحب أصدقاء سلبيين في حياتهم، لا طموح لديهم، وهؤلاء مصابون بمرض معدٍ فينقلونه إلى غيرهم، فعن الإمام الصادق(عليه السلام): "لا تستعنْ بكسلان ولا تستشيرَنَّ عاجزاً"(6). خديجة: خامس الأسباب هو عدم تحديد الأولويات في الحياة، فالمطلوب إنجازه كثير، ولا يمكن القيام به دفعة واحدة، ولا في وقت قصير، وهناك أمر أهمّ وآخر مهمّ، ومن الأعمال ما هو أساسيّ وما هو فرعيّ، وتحديد ذلك عن طريق وضع خطّة وجدول كفيل بإنجازات أكثر، وبهمّة عالية ونشاط وحيويّة. يتبع.. ................................. (1) ميزان الحكمة : ج4، ص30. (2) المصدر نفسه. (3) ميزان الحكمة : ج9، ص33. (4) ميزان الحكمة : ج19، ص4. (5) ميزان الحكمة : ج9، ص30. (6) الكافي: ج5، ص126.