رياض الزهراء العدد 159 لحياة أفضل
جَوٌّ أُسَرِيٌّ سَعِيدٌ مِن أَجلِ تَنْشِئَةٍ جَيّدةٍ لِلأطفَالِ
إنّ أي إنجاز بشريّ يتوقّف على دعائم الاستقرار والألفة والمحبّة، وفي ظلّ الحديث عن ذلك نجد أنّ التركيز على بناء الأسرة السعيدة المتماسكة أحد الضروريّات الأساسيّة للاستقرار المجتمعيّ، فهي اللبنة الأولى والمهمّة لذلك الاستقرار. وبالحديث عن المرأة فإنّنا نرى أنّها نالت حظّاً وافراً من تكريم الإسلام لها، حيث رفع قدرها وأعطى مكانة مميّزة لها، ودوراً مهماً بوصفها أمّاً مرة وزوجة أخرى.. لكن نجد المرأة في العديد من السلوكيات الحياتية سواء من قِبل المجتمع، أو من قِبل شريك حياتها قد قُوبلت بسوء المعاملة والتصرّف..!! لكن رسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليرضى عن ذلك، فنجده ينهى عنه حيث يذكر في وصيته في الحجّ فيقول: "استوصوا بالنساء خيراً ومفعولاً"(1). فاليوم نرى حال بعض النساء ليست على ما يرام، فبعضهنّ حقوقهنّ منتهكة، ومستضعفة، ومستغلة ولا تقوى على الدفاع عن نفسها أمام المعاملة السيّئة.. والمرأة هي الفرد المهمّ في بناء الأسرة السعيدة والصالحة، وجوّ الأسرة المشحون بالنزاعات والتوترات القائمة على المشاكل ينعكس سلبًا على بناء الأسرة المتماسكة والسعيدة، فتولد أسرة متخلخلة، ومتزعزعة أمام أبسط تحدّيات رحلة الحياة.. وفي ظلّ تلك الأجواء المشحونة بالنزاعات تنشأ الضحيّة الأخرى وهم الأطفال، ومن ثمّ ينمو الأطفال بصورة غير سليمة، وبشخصيّة ضعيفة غير قادرين على التعايش مع المجتمع ومواجهته، بسبب الجوّ الأسري المتوتر الذي يؤثّر سلباً في سلوكيّاتهم وتعاملهم مع ذويهم، وأيضًا تعاملهم مع مَن هم في سنّهم... وفي ظلّ عصر التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لا يخفى على أحد المحتوى غير الملائم فيها، فنحن نعيش في عصر الشهرة والأنانية على حساب القِيم، والأخلاق، لذلك من السهل أن يقع الأطفال في مصيدة التكنولوجيا فينشؤونَ بِلا قيم، ولا أسس ثابتة وإنّما على أسس ركيكة قابلة للطيّ في كلّ صفعة من صفعات الأيام.. ومن أجل أن لا نقع في فخّ التقاليد يجب أن يكون اختيار الشريك المناسب من الأولويات للشباب... إضافة إلى حسن التعامل مع المرأة والقدرة على احتواء المشاكل وضرورة وجود الرؤية المستقبليّة لكلّ الأفعال والتصرّفات، حيث ينبغي الحرص على أن يكون الجوّ ملائماً لنشأة الأطفال. ولا ينبغي الاتكاء على أشياء مؤقتة والاهتمام بالمنافع الذاتيّة والمصالح الشخصيّة. .................................. (1) بحار الأنوار، ج33: ص628.