الإعلامُ المُصَغَّرُ وَأَثيرُ التَّربِيَةِ وَالتَّعلِيمِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 160

أنشطة هادفة، ومحطّات عابقة، وفقرات متنوّعة تشير إلى محفّز وثيق وبارع يهيئ التلميذ ليوم دراسيّ جديد، ويعمل على حثّ المتعلّمين على التواصل والتفاعل الحيّ، برنامج حيوي ينقل عبر شذراته الواعدة همسات وضّاءة ومعلومات ثريّة وطاقات واعدة، وإلقاء رصين، كلّ ذلك يتجسّد عبر أثير (الإذاعة المدرسيّة) إحدى أدوات الأسلوب التربويّ والتعليميّ وتضمينه بوصفه فقرة ثابتة في ضمن منهاج الطابور المدرسيّ في المؤسّسة التربويّة، ويشكّل لقاءً مباشراً للتلاميذ مع بعضهم البعض في كافّة المراحل الدراسيّة، وكذلك بين المتعلّمين في جميع الصفوف المنتهية وغير المنتهية، ويُعدّ هذا النشاط عنصراً فاعلاً في مستقبل المجتمعات الواعية والمثقّفة التي تستحقّ المتابعة والرعاية من قِبل قادة العلوم والمعرفة وتصنيفها بوصفها قاعدة زاخرة يتعلّم منها التلميذ شتى أنواع المهارات، وغرس الثقة بالنفس عن طريق الوقوف أمام أصدقائه وقراءة الأناشيد والشعر، إلى جانب كتابة القصائد والمقال الخطابي، والمشاركة في المسابقات المُقامة من قِبَل الإدارة المدرسيّة والملاك التدريسيّ، واكتشاف المواهب واكتساب مهارة التعبير عن الأفكار والقدرات الذهنيّة والعقليّة، وشرح بعض مفردات المنهج بطريقة مبسّطة ومشوّقة تقوم على التحليل والتفسير السهل والمرن بشكل يسير قابل للفهم والإدراك، وتزويد المتعلّمين بالمعلومات والأخبار، وقد أشار بعض الباحثين في دراسة ما، أنّ التلميذ في المرحلة الابتدائية يميل إلى التطلّع إلى كلّ ما هو جديد ومثير يدعو إلى جذب الانتباه، كالتمثيل والمحاكاة والقصص والعِبر التي يستسقيها من المجتمع وهو يشهد طور الانتقالة من الضوابط الاجتماعية الخاصة في البيت إلى ضوابط سلوكيّة منتظمة داخل المدرسة تمكّنه من تنمية سعة الخيال المتزن، فالطبيعة السيكولوجية للأطفال تتّسم بالبحث عن مادية الأشياء، وأصول تكوينها، ولتحقيق ذلك بالإمكان عرض بعض الابتكارات والمنتجات وتسليط الضوء على كيفية صناعتها بطريقة سلسة وقريبة إلى أذهانهم، بحيث تسعى إلى استحسان قناعاتهم وتقبّلهم لكلّ ما هو حديث، وأصبح لزاماً على المختصّين والتربويين الاهتمام والتعاون فيما بينهم على تكوين اتجاهات فكرية وأخلاقية سوية يمكن ترجمتها عبر أصالة التواصل الإعلاميّ المدرسيّ؛ لتربية التلاميذ على الأخلاق الحميدة والمشاركة البنّاءة والعطاء والانتماء للوطن، واحترام الآخرين، وتعميق الاعتزاز بالانتماء الجماعي داخل الصفّ الواحد، ثمّ المدرسة، والقيام بمشاهد تمثيلية لإحياء المناسبات الدينيّة والوطنيّة، وإجراء حوار بين تلميذين أو أكثر يتناول طرح إحدى الصفات الإيجابية المرغوبة، وفي المقابل حوار آخر يتبنّى تعديل سلوك غير محبّذ ينبغي الابتعاد عنه. ويفضّل التنويع في فقرات الإذاعة المدرسيّة عند الصباح وقبل بداية اليوم الدراسيّ، فيطيب افتتاحها بإلقاء التحية، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثمّ تليها كلمات الترحيب والنصائح مصحوبة بحكمة اليوم، وتقديم الفقرات المنوّعة والمعدّة التي تعتمد على الكلمة المسموعة والمؤثّر الصوتي، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الصوت البشريّ يسهم في خلق صور ذهنيّة مختلفة تخاطب وجدان المجتمع. وفي الختام يمكننا القول إنّ التواصل الإعلاميّ المدرسيّ وسيلة مهمّة من وسائل التعليم الواقعي تقود العمليّة التربويّة نحو الارتقاء وتوجيهها صوب الأهداف الفكريّة والثقافيّة الإيجابيّة لتنسف السلبيّة من الأجواء التعليميّة.