رياض الزهراء العدد 159 منكم وإليكم
يَومُ تَمَامِ النِّعمَةِ
عبقٌ يتردّد في فؤاد العارفين، ولذة تهفو لها قلوب العاشقين، تحيا في حنايا الروح ذكراه، فتحيي به نفوس المخبتين، نفس المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أصبح الوليّ بأمر ربّ العالمين، في وهج تلك الظهيرة لفحت نسمات الصيف في الأرض القاحلة وجوه المجتمعين في ذلك المكان، وترقّبت العيون ورجفت القلوب، كانت السماء قبل الأرض تستعدّ لحدث عظيم، استبشرت الملائكة فقد كانت ترى في الملأ الأعلى بشائر الرحمة وآيات الهداية وتمام النعمة، واغتمّت الشياطين فقد خاب سعيها، وحفظ الرحمن دينه من كيدها، كان الربّ الرحيم يُعدّ تلك الروح الاستثنائية منذ نشأتها، طاهرة في كلّ ذرّاتها، مميّزة في كلّ جنباتها، وفي حجّة الوداع أمر نبيّه بأن يكون لمدينة علمه باب يقصده الطالبون لينهلوا منه، كلّ على قدر وعائه، وبأن يروي الظِماء قبل الرحيل، ويرشدهم إلى غدير التوحيد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) مَن سقاه من غديره شربة الولاية لن يظمأ بعدها أبداً.