رياض الزهراء العدد 159 منكم وإليكم
أُطروحَةٌ لِنَيلِ العِشقِ
أعكس ظمأ الفؤاد لعلّهم.. يسقون عيناً لرؤياكَ تطمح.. جئتكَ بعد الحكايات والدمع.. بروحٍ كعرجون نخلتكَ.. أريد بركةً في الهيام.. على ضوئها أسهر الليل.. وأتأمّل الوعود التي تُرسلها الكوفة.. أتأمل جدار السجن وهو لا يدري بتلك المسافة من الحنين التي تعيشها، أتأمّل الحقّ الذي انتهى رمضانه بعيداً عنكَ.. جئتكَ يا مِيثم من زمن اليتامى من دون عليّ(عليه السلام)! من زمن غفا فيه الضمير في محطّات بعيدة.. يترك الورد حيرانَ في الصحاري.. خذلتنا الأمنيات وهي تتمطّى بالرمال.. جئتكَ يا مِيثم طالبًا يناقش أطروحته عند مرايا شبّاك ضريحكَ.. الذي يناقش ذاته وانعكاسات أشعة الشمس التي تبثّ الوفاء.. يناقش الحقيقة الآتية: إلى أيّ مدى عرفتُ عليّاً(عليه السلام)!؟ هل إلى هذا المدى: (كيفَ أنتَ إذا دعاكَ دعيّ بني أمية إلى البراءة منّي؟ فيجيب: والله لا أبرأ منكَ، إذن تقتل يا مِيثم وتُصلب، أصبرُ فذاكَ في الله قليل، إذن تكون معي في درجتي). يناقش جذع النخلة، و الشمس و الدماء! جئتكَ لأتخرج في ضريحكَ عاشقًا.. يُرسل إلى الكون ثورة الضوء.. وهو في عتمة تخشى أنياب النهار، يحدّث القيود والخنوع بلغة الفضاء.. ويهمس في الضمائر: "حبّ عليّ تقديره الفردوس الأعلى".