وَيَبقَى التَّسَاؤُلُ..
أتساءلُ.. أَوَ هل يضيع موج البحر في البحر؟! هل للأغصان من عروق؟ ومَن الذي ينجرح أولًا إذا ما حدث الكسر.. الجذع أم الشجرة؟! هل للنجمات من أحاديث؟ أو هل يسمع القمر حديث جاراته؟ وبأيّ لغة يتواصلنَ مع بعضهنّ البعض؟ بلغة الضوء أم بلغة التخاطر؟.. أيّ الأزرقيْن هو الأعمق؟ البحر أم السماء؟.. كيف تُبلّلنا نوتة موسيقيّة، وتذوي بنا بصمت؟.. وكيف صارت الأسطر متاريس نختبئ خلفها، فتسقط من بين أصابعنا الكثير من الأجنحة، والتلويحات الأخيرة، ثمّ تغيب كنهاية الضوء في الضوء.. لماذا تخطفنا اللوحات الصامتة؟ والقناديل القديمة والبُسُط العتيقة؟ ويأسرنا خيلاء الأحصنة؟ نحن أصحاب الضفاف الأخرى.. نحمل في حقائبنا الكثير من الغيوم المتكوّمة، المهووسون بانحناءة الخطّ، ولطخة اللون.. غريبون ربّما كدمية هادئة على الرفّ بعينين من المرايا.. دائمًا ما أمتلكُ تعريفاتي الخاصّة.. الأمل: اختراع الفرح عند الضرورة.. الخيبة: أن يخنق أصيص الزهر زهرته.. الألم اللاذع: الدموع الهادئة.. الامتحان: أن يُركّب فيكَ قلب الشاعر، وتعيش ببأس المقاتلين.. الشرود: القمر وهو يدير ظهره لنا دائمًا.. الحكايات الضائعة: الدموع الجافّة على ياقات جُثث الجنود.. الحياة: فقاعة صابون.. الوحدة: إصبع بيانو مكسور.. الإيمان: قشعريرة العجائز عند ذكر القدّيسين.. التنهيدة: الروح إذا دمعت.. الوجع في القلب: شرخ في جدار.. الصمت: قاع المحيط.. المنفى: القرويّ الذي حالفه الحظّ للدراسة في إحدى المدن، فعاد إلى قريته بعد سنين، فلم يستطع التأقلم مع أهلها، ولا العودة إلى المدينة البعيدة.. ضوء القمر: مرايا متكسّرة.. ما أكتبه: أسرار منقوشة على شذرة فيروز لخاتم مُذّهب داخل صندوق عتيق لجدّة! الروح: مصدر الضوء من الضوء.. الرُقيّ: باقة زهر منحنية على قبر.. الغربة: ريشة طاووس تزيّن طاولة في مقهى.. الغضب: ماردٌ وقد تحرّر من قمقمه بالخطأ.. فوات الأوان: تبادل جثث الأسرى.. القُبح: آيات تُتلى بصوت إرهابيّ.. الوحشة: غرفة مغلقة غادرها عزيز.. العفّة: عنفوان اللؤلؤ في قاع بحر.. الليل: أنتِ بدون أقنعة.. أنتِ: جملة موسيقيّة كُتبت في زمان ومكان بعيدين، ستُعزف مرّة واحدة، ثمّ ستعود إلى حقول الشمس من حيث أتت.. الخُبث: لا يرشّون الملح على جراحكَ بل في عينيكَ..