مُنَاجَاةٌ

خلود جبّار الفريجيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 146

يا من إليه تهفو الروح، وتبحث عنه عند نزول الهمّ بها، يا مَن أراه كلّما اغرورقت بالدمع عيناي، إلّا من لقاء سيّدي تقرّ به نفسي فترى به حقيقة وجودها؟ قد أنهَكَ بُعدكَ خافقي حتى ما عاد يشعر بالحياة تدبّ في أوصالي، فأنتَ غايتي، وكلّ وجود ما خلاكَ لا يراه ناظري، قد أتعبني البُعد عن ساحة قُدسكَ الأنور، متى أحسّ بدفء شعاع شمسكَ يُلامس وجه روحي فيجعلني أحيا؟ متى تُشرق في ظلمة ليلي فينجلي قنوطي ويأسي؟ ليت شعري أتراك سيّدي قد عرفت ذنبي وعنكَ أبعدتني؟ أم قد أدميتُ قلبكَ بأفعالي فزهدتَ فيّ، أم قد عرفتَ كسلي عن السعي إليكَ ومن الأشقياء في سجلّكَ كتبتني؟ ولكنّكَ تعلم إن تجرّأتُ على ذنب ابتعادي عنكَ فذلكَ لثقتي بعطف قلبكَ ورحمتكَ، فإذا تاهت عن دربكَ خطواتي سيّدي فردّني إليك ردّاً جميلاً.