رياض الزهراء العدد 158 همسات روحية
سِرٌّ... بَيْنِي وَ بَيْنَ اللَّهِ
(وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)/(التوبة، الآية: 112)، لا يمكنك أن تعترض ما لم تكن ساخطًا، مثلما لا يمكن أن تكون محايدًا وأنت في وسط النار! ليس للإنسان أن يهرب من مسؤولياته؛ لأنّها جزء من إنسانيته، قدسية وجوده مرتبطة بما يُنجز، أعماقه تتنوّر بقدر ما يزيح من الظلمة في الخارج .. الإصلاح قدرنا.. رفض الرذائل هويتنا.. حينما صرّح الإمام الحسين(عليه السلام) بهدف مسيره: (وأنهى عن المُنكَر) كان على علم تامّ بقيمة نهيه هذا، فكان يدري أنّ فكره سيكلّفه ثمنًا مروّعًا بجميع الحسابات، غير أنّه أقدم على ما كان يعادل الإنسانية فيه، فبقدر صدق إصلاحه كان مقدار تضحيته.. قدّم كلّ ما يملك وبصورة منقطعة النظير ليطهّر مجتمعه من رجس الخطيئة؛ لينقي أمّته من جميع عوامل السقوط! وليس من الإنصاف أن نبكيه في الرخاء و نخذله في الشدّة، أن نكون حسينيين بذرف الدموع والعزاء فقط، وإذا ما لاح مُنكر تخاذلنا بالسكوت! مثلما لا يمكننا هنا أيضًا ادّعاء الحياد.. ففي المعركة لا يوجد موقع ثالث، فإمّا أن نكون في ركب الحسين(عليه السلام) وإمّا مع جيش يزيد .. إمّا حرية دفع الخطأ وإمّا عبودية التسليم له! يا حسين هذه إنسانيتنا مكبّلة.. حرّرها برفض كلّ مُنكر.