مَكْتَبَةُ الرَّوْضَةِ الحَيْدَرِيَّةِ

كُنُوزٌ مِنَ الكُتُبِ القَيِّمَةِ... تُزَيِّنُ رُفُوفَ أَرْوِقَتِها تُعدّ مكتبة الروضة الحيدريّة من المكتبات الرائدة التي تكتنز بين رفوفها أعداداً كبيرةً من الكتب المطبوعة والمخطوطة فضلاً عن النفائس المهمة، تحتلّ المكتبة أيضاً مكانة مقدّسة لوجودها في مرقد سيّد البلاغة والفصاحة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولبيان دورها الفعّال في تغذية عقول الباحثين والكتّاب والطلّاب بالمعارف والعلوم، التقينا بمسؤولة شعبة المكتبة النسويّة فدار الحوار بشأن ما تقدّمه لمَن ينهلنَ من رحيق رفوفها. التاريخ يتكلم وبهذا الصدد تقول السيّدة أسامة حمّودي مسؤولة شعبة المكتبة النسوية في مكتبة الروضة الحيدريّة: إنَّ للمكتبة مكانة مقدّسة كونها تقع في مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام)، منذ أن كان يُطلق عليها (الحِزانة)، تقع المكتبة عند التقاء الضلع الشمالي بالضلع الغربي للسور الطابوقي من العتبة العلويّة المقدّسة، إذ توجد بناية واسعة متكوّنة من ثلاث طوابق، تشغل قاعة المطالعة للمستفيدات الطابق الثاني منها. وأضافت السيّدة أسامة حمّودي: نتيجةً للتقدّم في مجال التطوّر الأكاديمي تمّ تأسيس القسم النسويّ في عام 2008م بعد أن تقدَّم عدد من الباحثات والأستاذات من كلّيتي الفقه والتربية بطلب إلى مسؤول المكتبة حينها بأن يفرد مكاناً مخصّصاً للقراءة لهنّ، فاستُجيب للطلب، وتمّ فتح القاعة التي كانت مُهيّأة في البداية للمطالعة فقط، وبعد ذلك تمّ تزويدها بالكتب، وأُضيفت فيما بعد المكتبة الإلكترونية، وشيئاً فشيئاً شعبة وبعدها المكتبة الفكرية. وعن عملية تزويد المكتبة النسويّة بالمصادر والمطبوعات قالت السيّدة أُسامة حمّودي: عندما تمّ تأسيس قاعة النساء رُفدت بنسخ إضافية لما هو موجود في القسم الرجالي، باستثناء بعض الكتب المتوافرة بطبعات معيّنة أو دار نشر خاصّة، فيتمّ استعارة تلك النسخ من القسم الرجالي للمكتبة، وبالإمكان القول إنَّ ٦٠% ممّا هو متوافر في المكتبة الرجالية متوافر هنا أيضاً، مثلما يتمّ استعارة بعض الكُتب غير الموجودة في المكتبة النسويّة عند الحاجة إليها عن طريق آلية معيّنة مدعومة بإحصائيات بسيطة حفاظاً على الكُتب من الضياع، وأغلب الطلبات تتركّز بالدرجة الأُولى على معجمات اللغة أمثال: لسان العرب وتاج العروس. وبيّنت مسؤولة شعبة المكتبة النسويّة قائلةً: إنَّ أكثر المستفيدات هنّ طالبات الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه وطالبات الحوزة العلمية، والأكاديميات من الجامعات وطالبات الصفّ السادس الإعدادي، فضلاً عن رائدات المكتبة ممّن شُغفنَ بهواية القراءة. وعلى صعيد ذي صلة قالت السيّدة أنوار حميد مسؤولة وحدة الإدخال: يضمّن عمل هذه الوحدة آلية إدخال منظمة للكتب الوافدة إلينا من المكتبة الرجالية، فبعد أن نستلم الكتب المفهرسة نقوم بإدخال بياناتها على وفق نظام معلوماتي معمول به داخل العتبة العلوية المقدّسة يدعى نظام (كاووش)، وتتضمّن البيانات رقم الطبعة، عنوان الكتاب، اسم المؤلّف، عدد الصفحات ومصدر الحصول عليه سواء كان هدية أم لا، وتوضع هذه المعلومات في بطاقة تعريفية لكلّ كتاب. تصاميم أمّا مسؤولة وَحدة التصميم السيّدة زينب جواد فقد تحدّثت عن مهام عملها مبيّنة: يتضمّن عمل وحدة التصميم في المكتبة تصميم كلّ ما يحتاجه قسم الشؤون الدينيّة والفكريّة بكافّة شُعَبه من مجلات وبوسترات وبروشرات وفي المجالات كافة، ولاسيّما في أوقات المناسبات أو المهرجانات أو المحافل، فضلاً عن تصميم مناهج خاصة بروضة (الأمير(عليه السلام)) الأنموذجية التابعة للعتبة العلويّة المقدّسة. كتب رقمية مثلما بيّنت مسؤولة وَحدة المكتبة الرقمية د. وسن صاحب الجبوري: مع التطوّر الحاصل في العالم كان لا بدّ من مواكبة العصر تقنياً وتكنولوجياً ولاسيّما فيما يخصّ السرعة في تحصيل الفائدة؛ لذا تطلّب افتتاح هذه الوحدة وهي نافعة جداً لمَن تطلب أكثر من كتاب مع منع الاستعارة الخارجية؛ فيتمّ تزويدها بما تحتاجه سواء عن طريق برنامج word أو pdf ومحاضرات وكتب صوتية من أمثال شرح منهاج الصالحين وشرح نهج البلاغة في ضمن مكتبات رقمية جاهزة كإصدارات النور، والمكتبة الألفية المختصّة بالإمام عليّ(عليه السلام)، وما شابه ذلك داخل قرص ليزري وبتكلفة رمزية ..ولتسهيل الأمر أكثر في هذا المجال استحدثنا خدمة البريد الإلكتروني والتلغرام بالنسبة إلى الأخوات من المحافظات الأخرى، حتى يتمّ إعطاؤهنّ الرسائل أو خطط العمل إلكترونياً بحسب المتوافر. رافد رياض الزهراء: وبعد أن تركنا د. وسن كان لابدّ من زيارة وَحدة الاستنساخ التي توازي في فائدتها وَحدة المكتبة الرقمية فصرّحت مسؤولة وَحدة الاستنساخ السيّدة بشرى عبد الرزّاق قائلةً: أُسّست هذه الوَحدة بهدف تسهيل متطلبات الباحثات وتسريعها على وجه الخصوص ممّن لا تملك الوقت الكافي للجلوس في قاعة المطالعة، فيتطلّب بحثها استنساخاً للموادّ المختارة بعملية انسيابية وبأجور مناسبة خدمةً للباحثات الزائرات من داخل النجف الأشرف وخارجها. فخامة الماضي وفي الختام قالت ميسون الأعرجيّ من وحدة التجليد مبيّنةً طبيعة عمل الوَحدة: هذه الوَحدة حديثة التكوين إذ يتمّ فيها ترميم الكتب القديمة وتجليدها يدوياً وإصلاح التالف منها لإدامة أُمّهات الكتب المهمّة، وتمّ لغاية الآن تصليح حوالي ألف كتاب وتجليدها لإعادتها إلى المكتبة بحلّة جديدة. ثمّ حانت دقائق الوداع الأخيرة، رحلنا وثيابنا تحمل رائحة المكان المتضوّع بعبير المعارف بعباءة التاريخ وكلّنا رغبة بالعَوْد إلى ذلك الصرح المعرفي الكبير.