افْتَحُوا أَبْوَابَ بُيُوتِكُم

لبنى مجيد حسين/ بغداد
عدد المشاهدات : 256

في جلسة استماع حوارية ادّعت اللجنة أنّ لديها حلّاً لكلّ مشكلة عائلية، فتوالت الطلبات بالعشرات بل المئات عليها، زوجي يفعل كذا، زوجتي تقصّر في كذا، هو لا يسمعني، هي ترهقني بطلباتها، هو يمنعني، هي تسيء إليّ، و.... مهلاً مهلاً، دعونا نبدأ معًا في التأسيس ثم نجيبكم جميعًا.. يُعرف عقل الإنسان ورشده عن طريق حكمته في التعامل مع الظروف والمواقف التي لابدّ من التعرّض لها في الحياة، ومن الاتّعاظ بتجارب الآخرين.. ولمّا كان أمل الإنسان أن يجد في زوجه السكن: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)/(الروم، الآية: 21)، والستر: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)/(البقرة، الآية: 187) بكلّ ما تحمله الكلمة من مدلولات الستر والتحصين النفسيّ والجسديّ، وحفظ غيبة الإنسان وكرامته بما يحقّق له الأنس والسعادة؛ فلابدّ لهذه النواة التي أسّسها الله عزّ وجلّ من بيت يحتويها، ولابدّ لهذا البيت من مقوّمات ليهنأ عيشه.. فلنفتح أبواب بيوتنا للمراجعة بلا خوف، أو خجل، أو تكبّر، دعونا نتأكّد ممّا يلي: أطلب منكم جميعاً أن تسجّلوا بين أيديكم الإجابات، ولتكن في صحيفة أعمالكم عند الله الذي لا تخفى عليه خافية. هل قامت هذه الأسرة على دستور (رضا الله(سبحانه وتعالى)) أولاً، ثمّ تفرّع منه تطبيق كلّ شيء على الوجه الشرعيّ؟ هل لهذه الأسرة قائد يتولّى إدارة شؤونها وفق الدستور الإلهيّ لا وفق هوى نفسه؟ هل تتكوّن الأسرة من أفراد صالحين يؤدّون حقّ قائدها ويطبّقون دستورها؟ الآن ارجعوا إلى كلّ ما نغصّ عيشكم واكتبوه، ثمّ انظروا تجدوه إمّا مخالفًا لأمر الله(سبحانه وتعالى) أو مخالفًا لحقوق الآخرين، أو مخالفًا للفطرة السليمة في نفوسكم.. أظنّنا عرفنا الإجابة، الآن افتحوا أبواب بيوتكم واسمحوا لدستور الله(سبحانه وتعالى) أن يكون حاكمًا بينكم، واستلموا رسالة الحقوق من يد الإمام السجّاد(عليه السلام) لتعرفوا الحقّ بينكم، إذا شئتم فاكتبوا حقّ الزوج، وحقّ الزوجة، وحقّ الأمّ، وعلّقوها على جدار وانظروا فيها صباحاً ومساءً.. فهل من شيطان يجرأ بعدها على الدخول إلى بيوتكم ليسلبكم نعمة الله(سبحانه وتعالى) وما قسم لكم من المودّة والرحمة؟!