مَهَارَةُ القِيَادَةِ لَبِنَةٌ تُنِيرُ مَستقبلَ الأجيالِ الوَاعِدَةِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 151

بين ارتداء معطف أنيق وزيّ مرتّب تزيّنه حركات متّسقة بشكل مدروس أمام الحاضرين لتبثّ أجواء التفاعل الحيّ والمثمر تحت أفياء التدريب التحفيزيّ، والمتابع لأداء يقوم به التلميذ (المعلّم الصغير) تحت إشراف معلّم الصفّ وبالتعاون مع أولياء الأمور استراتيجية (تبادل الأدوار) تبرز إحدى أساليب التعلّم النَشِط، وطرائق التدريس الفعّالة ذات المهارة الماسية، حيث تعمل تلك الاستراتيجية على تنمية الإبداع وحبّ الاطّلاع وتطوير التحصيل الدراسيّ وفن الإلقاء وغرس الثقة، وتفعيل دائرة التفكير الجماعيّ والحرّ في ضمن منهج المادة الدراسيّة أو الخبرة السلوكيّة والتربوية، وتعمل على إتقان مخرج الحرف وتقوية عضلات النطق والأطراف الحركية وتنشيط الذاكرة وربط المعلومات، وتعلّم فن القيادة ومساعدة الآخرين والشعور بحبّ الذات، وهنالك الكثير من المميّزات الإيجابية لنشاط تبادل الأدوار عن طريق مثول التلميذ أمام زملائه داخل الصفّ أو في قاعة المدرسة حيث تمنحه تلك المشاركة فرصة التعبير عن ذاته وإثارة الدافعية لديه إضافة إلى تحفيز باقي التلاميذ، فتؤدي إلى زيادة الاهتمام بموضوع الدرس أو المعلومة التربوية؛ لأنّ التلميذ المؤدّي للدور يتقمّص الشخصية التي يمثّلها؛ فيثير الحماس لدى أقرانه في الرغبة لتقليدهم ذات الدور بالتتابع كلّا حسب دوره، وتساعد تلك الأنشطة على حسن التصرّف في المواقف الطارئة التي يمكن أن يتعرّف عليها التلاميذ، فتمنحهم خبرة المحاولة والتجربة والتعرّف على المواقف والأحداث وكيفية التعامل معها إزاء التعرّض لها، وتضفي روح المرح والحيوية في أثناء الموقف التعليميّ والتربويّ، والعمل على اكتشاف القدرات والمواهب وتنمية الميول، والاتجاهات واحترام المشاعر والأفكار، ويعدّ أداء الدور للمعلّم الصغير أحد أساليب العلاج لبعض التلاميذ الذين يعانون من مظاهر الانطواء والخجل وتسهم تلك الطريقة في تجسيد موضوع الدرس واستنطاقه، وكذلك الأمر في ما يخصّ القصّة المنتخبة لإلقائها فهي نقطة انتقاله وتجواله بين الخيال والواقع بأسلوب شائق وممتع يلفت النظر، ويجذب الانتباه، تارة يعتمد على خطّة معدّة سابقاً يتمّ تدريس التلميذ وفقها، وتارة أخرى تتيح للمتعلّم سرعة البديهية والعفوية في التقديم في ضمن أهداف مدروسة، ويساعد هذا النشاط على التطوير في المنهج والخروج عمّا هو تقليدي فيصبح المتعلّمون قادرين على التواصل بشكل أفضل في المستويات الإدراكية والشخصيّة والاجتماعيّة، وتمكّنهم من امتلاك القدرة على صنع شخصية مستمعة ومتحدثة وملمّة بفنون المعرفة بمساندة معلميهم ورعايتهم، الذين يسمحون لهم أن يكونوا مسؤولين عن تعلّمهم وتسهيل قيامهم بذلك وتزويدهم بالمعلومات والمعارف اللازمة لتأمين تأدية الأدوار بنجاح، وفي مسك الختام أبدى أولياء الأمور إعجابهم واعتزازهم بأبنائهم؛ فقد أسهمت تلك الاستراتيجية في إحداث التغيير الإيجابيّ في أبنائهم وحبّهم للمدرسة والسعي إلى البحث والاستقصاء.