رياض الزهراء العدد 158 منكم وإليكم
كُنْ حَكَماً عَادِلاً
كم هيَ المواقف التي تطلبَت منّا أن نحتكم في أيام طفولتنا عند أبوينا حين كنّا نتسابق في لعبة، أو عندما يتحدّى أحدنا الآخر بحلّ الألغاز؟ وفي مواقف أخرى كنّا نجد أنفسنا على حين غفلة اُنيط إلينا الحُكم بين شخصين قد اختلفا، أو تشاجرا، وطبعاً يختلف إصدار حُكم مَن نُصب حكماً بحسب عدالته، الزاوية التي ينظر منها، المعرفة التي يتمتّع بها، غيرَ متناسين أنّ المحتكمين عنده أيضاً يختلفون من جهة تقبّلهم الحكم؛ لكن قد لا ننتبه على أنّ تلك المواقف هي ما رأته أعيننا الحسيّة وإِحاطتنا لمواقفٍ ظاهرية فقط، وإلّا فما خفِيَ كانَ أعظم! فنحن في كلّ مواقف حياتنا بحاجة إلى مَن يَحكم؛ تارة بيننا وبين الآخر، وأخرى بيننا وبين أنفسنا! ولعلّه من المناسب أن نوسّع خيالنا قليلاً لِنستشعرَ صدى صوتٍ طالما صرّح بطلبه ولم يُسمع، هو صوت (النفس اللوّامة) قائلاً: كُن حكماً عادلاً!