رياض الزهراء العدد 158 واحة البراءة
الحِصَانُ الكَسُولُ
كان هناك حصان جميل، ولكنّه كسول... يعيش في مزرعة كبيرة مع باقي الحيوانات، لا يحبّ العمل، وله صديق نشيط وهو الحمار الطيّب، نشيط و ذكي، يُنهي جميع أعماله في وقتها وبإخلاص، لكنّ الحصان الكسول كان يستغلّ طيبة صديقه الحمار، ويجعله يُنهي جميع المهام الموكلةِ إليه من قِبَل صاحب المزرعة بدلاً عنه، بينما الحصان يصول ويجول ويقضي النهار باللعب متباهياً بجماله، فرأى جميع مَن في المزرعة ما يفعله الحصان الكسول بصديقه، وكيف أنّه يقوم باستغلاله وقالوا له: أيّها الحمار إنّ صديقكَ الحصان يقوم باستغلالكَ، لكنّ الحمار الطيّب قال لهم: لا بأس إنّه صديقي، وإن احتجته سوف يساعدني ولن يتأخّر. وفي يوم من الأيام مرض الحمار، وكان عليه أن يقوم ببعض المهام المتعلّقة بالمزرعة لكن لم يُنهها بسبب المرض، فطلب الحمار من صديقه الحصان أن يؤدّي هذه المهام بدلاً عنه، لكنّ الحصان الكسول رفض طلب صديقه وقال له: لِكُلّ منّا مهامٌ موكلةٌ إليه ويجب عليه أن يُنهي أعماله، وليس عليّ أن أعمل بدلاً عنكَ، فحزن الحمار من قول الحصان، وذهب شاكياً للبقرة الحمراء من فعل صديقه، فأشارت عليه البقرة الحمراء بأن يتّخذ موقفاً حاسماً من الحصان الكسول وأن لا يساعده بعد الآن، وقالت للجميع: لن يساعد الحصانَ أحدٌ بعد اليوم؛ لكي يعلم أنّ ما فعله مع صديقه الحمار ليس صحيحاً، ولكي يعلم أنّ مَن يتكاسل عن فعل الخير لن يجد مقابلاً، وبعد عدّة أيام جاء الحصان إلى صديقه الحمار يطلب منه المساعدة، فتذكّر الحمار ما فعله الحصان به، وقرّر أن يقوم بمساعدته لكن بطريقة مختلفه، وهي أن يتّخذ منه موقفاً جاداً وأن لا يساعده في العمل هذه المرة، مقابل ما فعله معه؛ لكي يكون عبرة لمَن يعتبر، فمَن يعمل عملاً يجد الأجر في المقابل، تعلّموا يا أصدقائي أنّ ما نفعله من خير أو شرّ نجد له مقابلاً.