وِلَادَةُ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ المَعصُومَةِ(عليها السلام)

م.م. وسن صاحب الجبوري/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 199

اختلفت الآراء بشأن ولادة السيّدة فاطمة(عليها السلام)، وذلك لأنّ المصادر لم تحدّد تاريخاً معيّناً لولادتها، فبعض المؤلّفين يذكرون سنوات مختلفة في ولادتها مع اتفاقهم على أنّها وُلدتْ في غرّة شهر ذي القعدة ومنها : 1- ذكر صاحب كتاب (مستدرك سفينة البحار) أنّ ولادتها كانت سنة 173هـ: (سنة 173هـ ماتت خيزران أمّ الهادي العبّاسي ومحمّد بن سليمان العبّاسي، وولدت في غرّة ذي القعدة فاطمة بنت موسى الكاظم(عليه السلام) المدفونة في قم)، وهو أمر أيّده كثير من الباحثين والمؤلفين. 2- نقل عليّ أكبر مهديّ بور وحسين الشاكري إنّ ولادتها (عليها السلام) كانت سنة 183هـ، نقلاً عن كتاب (نزهة الأبرار في نَسب أولاد الأئمة الأخيار)، وكتاب (لواقح الأنوار في طبقات الأخيار): "إنّ ولادة فاطمة بنت موسى بن جعفر(عليه السلام) في المدينة المنوّرة غرّة ذي القعدة الحرام سنة 183هـ"، وذكر ولادتها في هذه السنة صاحب (أعلام النساء المؤمنات)، غير أنّ الشاكري لا يؤيّد هذا الرأي، ويذهب إلى أنّ ولادتها كانت سنة179هـ، معتمداً على أنّ هارون العبّاسي قد سجن الإمام الكاظم(عليه السلام) في هذه السنة، ولا ضير أن تكون أمّها حاملاً بها حين ذاك ولم ينفرد وحده بذلك الرأي. 3- أمّا أبو الحسن هاشم الدزفولي فقد ذهب إلى أنّه ليس هناك دلائل وقرائن تضبط تاريخ ولادة السيّدة فاطمة(عليها السلام)، ولكنّه يرى عدم إمكانية القول بولادتها بعد سنة 179هـ. ومع كلّ ذلك الاختلاف في تحديد سنة ولادتها(عليها السلام)، إلّا أنّنا نرى أنّ ولادتها (عليها السلام) كانت بحدود سنة 173هـ، ونرجّح ما ذهب إليه أصحاب الرأي الأول، فقد وردت رواية نقلاً عن ابن العرندس الحلّي في كتابه (كشف اللآلئ) تشير إلى أنّها (عليها السلام) قد أجابت عن مسائل لبعض الشيعة لم يتمكّنوا من لقاء الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)، وهي طفلة لم تبلغ سنّ التكليف، ممّا يعني أنّها لم تتجاوز التسع سنوات، فيكون تاريخ 173هـ هو التاريخ الأقرب إلى الصواب إذا ما صحّت تلك الرواية؛ وعليه فإنّ ولادة السيّدة فاطمة بنت موسى بن جعفر(عليه السلام) كرامة من الله(سبحانه وتعالى) إلى السيّدة تكتم الطاهرة(عليها السلام) خاصّة، وإلى أهل البيت(عليهم السلام) بصورة عامّة، وهي أيضاً إشارة إلى ما اشتملت عليه من عناية الله وألطافه بنشأة السيّدة فاطمة(عليها السلام) وعلاقتها بأخيها الإمام الرضا(عليه السلام) فقد ذكرت المصادر أنّ ولادته (عليه السلام) كانت سنة 148هـ أو سنة 153هـ، فيكون فرق العمر بين الإمام(عليه السلام) وبين شقيقته فاطمة(عليها السلام) أقلّه عشرين سنة، وأكثره إحدى وثلاثين سنة، ممّا يجعله الأخ القائم على تربيتها ونشأتها(عليها السلام). ....................................... 1- عبد الهادي جيوان، قبسات من حياة السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)، (قم: منشورات طوباي ،2011). 2- ثلّة من المحقّقين، خصائص السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام)، (إيران: منشورات المكتبة الحيدرية، 2005). 3- عمّار سالم الحمد، سيّدة المكارم فاطمة بنت الإمام الكاظم(عليه السلام)، (قم :مؤسسة عاشوراء ،2012).