رياض الزهراء العدد 157 الملف التعليمي
تَنْمِيَةُ دَافِعِيَّةِ الإنجَازِ وَفَنُّ التَّعلِيمِ الفَعَّالِ
فعّاليات ومهارات تُثاب فيها الاستجابة الصحيحة والمقبولة من قِبل المتعلّمين؛ فيكون للمعلّم الدور الرئيسيّ والمؤثّر في خلق الظروف التربويّة والتعليميّة الجيّدة والمثمرة داخل الصفّ الدراسيّ أو قاعة الأنشطة الرياضيّة والفنيّة والعلوم والابتكارات؛ فشخصية المعلّم وسلوكه يجعلان منه مثالاً يقتدي به تلاميذه؛ فالمنهج والمسار التوعويّ والرساليّ للمعلّم المتميّز المنتخب وَفق معايير ونظم رصينة تتماشى مع مبدأ (الثواب والعقاب) مع المتعلّمين بشكل مباشر يخلق إطاراً مناسباً تتحقّق بموجبه أهداف العمليّة التربويّة، ولو أردنا توضيح مفهوم (الثواب) في ضمن المؤسّسة التربويّة، فالمقصود منه التعزيز الإيجابي، أمّا (العقاب) فالمقصود منه التعزيز السلبيّ، إلّا أنّ التفاوت في استخدام التعزيز والتطبيق غير المدروس يؤدّي إلى نتائج عكسيّة في التعلّم، ولا تقتصر أهمية الاستجابة والتعامل مع السلوك النابع من التلاميذ على زيادة التعلّم فحسب، وإنّما هي وسيلة فعّالة لزيادة مشاركة المتعلّمين مع بعضهم البعض وتنمية روح التعاون بينهم، ومن ثمّ تزداد لديهم الدافعية والرغبة في اكتساب الخبرات التعليميّة والتواصل والتمتّع بالتركيز والانتباه، ويساعد التعزيز على حفظ النظام والانضباط في أثناء شرح المادة العلميّة أو ممارسة إحدى التمارين والهوايات. وينقسم التعزيز إلى قسمين، هما: التعزيز المعنويّ، ويشمل كلمات الشكر والثناء والمديح والتشجيع. والتعزيز الماديّ، ويشمل هدايا رمزيّةً، رحلةً مدرسيةً، نشاطاً ترفيهياً. وتمتاز ردود الأفعال للمعلّم كالابتسامة بالإيجابية كي يعزز ثقة الطالب بنفسه تعبيراً عن الموافقة والرضا للتفوّق والالتزام أو الرفض للمواقف السلبيّة تجاه سلوك التلميذ سواء كان لفظياً أو غير لفظي، تعبيراً عن مدى الموافقة أو الرفض من قِبل المعلّم، ومن الملاحظ أنّ تلك الردود والاستجابة تزوّد المتعلّم بمعلومات مباشرة وإيعازات منهجيّة تربويّة تتماشى مع ما بدر ونتج عنه من ظاهرة ونشاط؛ لذلك يعدّ التعزيز أداة صفّية تُستخدم لإيضاح بعض الخبرات المحبّذ القيام بها، وغيرها من الأفعال التي يتعذّر السماح بأدائها. وهناك بعض العوامل التي تزيد من فاعلية التعزيز، منها: ١- تطبيق التعزيز: بشكل فوري بالقدر المستطاع بعد ظهور إشارة تنبئ عن نجاح المتعلّم في اكتساب مهارة ما، أو تقديم مبادرة مثمرة تجاه إخوانه في البيت، أو أقرانه من التلاميذ أو الزملاء أو مساعدة الآخرين خارج محيط المدرسة فور العلم بمساعيه وخصاله الطيّبة؛ فذلك يزيد من ثقته بنفسه، ويمنحه التشجيع والإقبال على فعل الكثير من أعمال الخير، والتشوّق والإقبال على اكتساب المزيد من الخبرات. ٢- ثبات التعزيز: يجب أن يكون استخدام التعزيز على وَفق منهج منظّم يتمّ تحديده في ضمن برنامج يناسب قيمة ما يقدّمه التلميذ. ٣- التنويع: استخدام أشكال مختلفة ومتنوّعة من المعزّزات يُعطي نتائج إيجابية توحي بالقبول، وجذب الانتباه لدى التلاميذ سواء كانت ألفاظاً معنوية أو هدايا مادية. ٤- اختيار ما هو مثير ومناسب: من المعزّزات التي تستحقّ التقديم، وتليق بأصحاب السلوك الجيّد والحسن. وفي الختام يتجلّى أبرز هدف للتعزيز عن طريق ابتسامة المعلّم في وجوه تلامذته، وإلقاء التحيّة عليهم وإسناد بعض المَهام الصفّية واللاصفّية لذوي السلوك الإيجابي، والقيام بزيارات ميدانية خارج أسوار المدرسة للإشادة بهم أمام شخصيات مجتمعيّة في ميادين مختلفة.