غَزْوَةُ أُحُدٍ

خلود جبّار الفريجيّ/ بغداد
عدد المشاهدات : 159

ذلك الصراع القائم ما بقي الدهر بين الظلمات والنور، بين الحقّ والباطل تجسّد في غزوة أحد، حيث أراد المشركون فرض ظلامهم على نور الإسلام فقام النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) متصدّياً، ووضع خطّة قتالية كانت كفيلة بالانتصار على العدوّ، حيث جعل جبل أحد من خَلفه، ووضع عليه الرُماة ليحمي الجيش من التفاف المشركين، وجعل المدينة من أمامه. وعندما دارت رَحى الحرب كان التفوّق من نصيب المسلمين؛ ولكن عندما سَرتْ إشاعة بين الجُند بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قد اُستُشهد بدأ الضعف يدبّ في أوساط المقاتلين، وترك الرُماة موقعهم على الجبل طمعاً بالغنائم فاستغلّ العدوّ الفرصة وأحاط بالجيش وانقلبتْ النتيجة لصالح المشركين. إنّ من أهمّ أسباب الظفر في أيّ معركة هي وضع خطّة والالتزام بتلك الخطّة، وتوطين النفس على طاعة القائد، والسموّ بها عن المصلحة الشخصيّة الآنيّة، والتعامل بحنكة مع الإشاعات، وهذه الأسباب مطّردة أينما وُجدتْ حرب بين طرفين كان النصر لمَن يلتزم بها.