رياض الزهراء العدد 157 منكم وإليكم
أُسرَتِي وَالحَجْرُ الصِّحِيُّ
توقفت الحياة في الخارج بعد إعلان حظر التجوّل، فأصبح المنزل هو الشرنقة التي نغلّف بها أجسادنا لنعزل أنفسنا عن وباء (كورونا)، استيقظت صباحاً كعادتي؛ لكنّ جدول أعمالي قد تغيّر كثيرا عمّا مضى، وتساءلتُ كيف سنقضي أيام حظر التجوّل من دون الشعور بالملل! قد تكون هذه التجربة جديدة على أسرتي، وهي أن نبقى جميعنا في المنزل، فهذه التجربة قد جمعت النقيضين: الإيجابي ويتمثل في مكوثنا بالبيت، والجانب السلبيّ المتمثل بكثرة الشجارات وقد يصيبنا الملل من جهة أخرى، وهنا يكون للأبوين الدور البارز والأكبر في تهيئة منزل هادئ، والقيام بأمور عديدة لإبعاد الملل بتقسيم ساعات اليوم الواحد بين أعمال منزليّة، كإعادة ترتيب غرف المنزل، وإعداد وجبات طعام غريبة، والاجتماع حول المائدة لتناول الوجبات الثلاث بانتظام، وممارسة التمارين الرياضيّة مجتمعين وبثّ روح الحماسة والبهجة فيما بيننا وممارسة الهوايات كالرسم والقراءة وتنميتها لدى الأطفال، وتوفير المستلزمات المطلوبة، ولا ننسى بأنّه يتوجّب علينا أن نُفهم أطفالنا ما يدور حولهم بشرح مبسّط ومفهوم بشأن وباء (كورونا) من دون أن نبثّ فيهم الفزع والقلق، وتعليمهم الأساليب الوقائية الصحيحة كغسل اليدين، واستخدام المعقّمات، وارتداء الكفوف والكمّامات، مثلما نشعرهم بأنّنا قادرون على مواجهة وباء (كورونا) وهزيمته بمكوثنا داخل البيت واتباع الإرشادات الوقائية السليمة والابتعاد عن الأخبار التي تعبث بمخيلة الأطفال وتدفعهم إلى موجة من القلق والخوف ممّا يُحيط بهم وكأنّ الحياة على الكرة الأرضية قد شارفت على النهاية، ونعودهم قبل النوم على قراءة أدعية تَقيهم الشرّ والخوف، وتجعل قلوبهم مطمئنة بذكر الله سبحانه القادر والكافي والشافي والذي بيده مقاليد الأمور. مثلما نذكرهم بأنّ النظافة الشخصيّة التي تنادي بها منظّمات الصحّة العالميّة لمواجهة جائحة (كورونا) قد أكّدها رسولنا الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) في سنّتهم الشريفة، فقد أكّدوا على أهمية التطهّر وتنظيف البدن والثياب؛ لأنّ ذلك كلّه كفيل بأن يقهر العدو الجديد الذي أُطلق عليه اسم (كورونا). وقانا الله وإيّاكم وجميع المسلمين بخفايا لطفه ورحمته.