رياض الزهراء العدد 155 نور الأحكام
السَّعَادَةُ الزَّوْجِيَّةُ
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)/(الروم، الآية:21). لديمومة الحياة الزوجية بالمودّة والسعادة لابدّ من الاستنارة بتوجيهات أهل البيت(عليهم السلام)، وقد أوضحتْ تعليماتهم أنّه توجد أمور واجبة على الزوج من قبيل النفقة، والمعاشرة بالحُسنى، فلا يظلمها ولا يضربها ولا يشتمها ولا يشاكسها من دون وجه شرعيّ، وكذا حرمة هجرها وجعلها كالمعلّقة لا هي ذات بعل ولا هي مطلّقة، وكذا حرمة ترك مقاربتها أزيد من أربعة أشهر، هذا ما على الزوج، وأمّا ما على الزوجة فيجب عليها تمكين زوجها من نفسها للمقاربة، وغيرها من الاستمتاعات في أيّ وقت شاء، ولا تمنعه إلّا لعذر شرعيّ، وكذا يجب عليها إزالة المنفرّات المضادّة للتمتّع والالتذاذ منها. بل يجب عليها التنظيف والتزيين من دون ارتكاب حرام، فلو امتنعت عن التمكين مطلقاً لم تستحقّ النفقة أصلاً. وكذا يحرم على الزوجة أن تخرج من دون إذن زوجها، فلو خرجتْ من بيتها من دون إذنه عُدّت ناشزاً، بل يستحب للزوجة الخدمة في البيت بالكنس والطبخ وتنظيف الملابس وسقي الماء، وتمهيد الفراش وغيرها وهذا ما وعد الله عليه بالأجر العظيم والثواب الجزيل.