رياض الزهراء العدد 155 شمس خلف السحاب
لَيْلَةُ المَوعُودِ
السماء مغمورة بنور شفيف، النجوم تشتدّ سطوعاً، ليلة قمرية عظيمة الشأن، مَن أحياها لم يمتْ قلبه يوم تموت فيه القلوب، كان يوماً شاقّاً أنهك كلّ قواي إلّا أنّي عزمتُ على إحياء هذه الليلة المباركة، توضّأتُ، وفرشتُ سجّادة صلاتي وبدأتُ بالصلاة والدعاء (اللّهم بحقّ ليلتنا هذه ومولودها..) فجأة تحوّل المكان إلى ظُلمة سوداء، وهبّت ريح زمهرير، أحسستُ بخوف شديد، وكأنّي في صحراء مقفرة ليس فيها غير الأشواك الدامية، ولا يُسمع فيها غير عواء الذئاب، فناديتُ: يا صاحب الزمان أدركني، وكأنّي بنور عظيم من وجه يتلألأ كقمر بهيّ، وغمرتْ المكان روائح لا مثيل لها، وصوت دافئ ملائكيّ عذب كالنسيم يقول: ما حاجتكَ؟ اغرورقتْ عيناي بالدموع، وخلب لبّي ذلك النور الجليّ، أجبتُه بصوت مرتعش: أنا تائه، فأشار بيده التي تشعّ نوراً: هذا هو الطريق. شهقت أنفاسي من شدّة الفرح. - أحمد، أحمد، بُني استيقظ! هل أتممتَ أعمال هذه الليلة؟ قُمْ واستعدّ لنذهب إلى زيارة الإمام الحسين(عليه السلام)؛ لنجدّد العهد والولاء في ليلة ولادة خاتم الأوصياء(عجل الله تعالى فرجه الشريف). - آه يا أمّي كم كان حلماً جميلاً، ليتكِ لم توقظيني.