رياض الزهراء العدد 155 همسات روحية
هَلْ قُلتِ: (إيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ)؟؟؟
أهمس فِي سَرِّكُم وُرَيقاتي حَتَّى لا يسمعني الأَنَام. أَقِفُ فِي مصلّاي وَأَقُول: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)/(الفاتحة: الآيه4)، اعْلَمْ أَنَّهَا دَعْوَى فَارِغَة، وَقِرَاءَة عَارِية عَن الحَقِيقَةِ فِي مَحضَرِ الحَقِّ تَعَالى، وَالمَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَولِيَاء المَعصُومِين. فَكَيف أَعبُدُه وأَنا أَعبدُ شَهواتي، وأقدّس رغباتي؟! وَكَيف لِسَانِي يلهج بذلك وهو مَشحونٌ بِمَدح أَهلِ الدُّنيَا؟ كَيفَ يَقُولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ؟! وَمَن كانَ اتِّجاه قَلبِه وَاعتماده واتّكاله عَلى الخَلقِ، وَلَمْ يَذق طعم العبوديّة وحلاوة الإيمان، فَبِأَيّ لِسَان يَقُول: (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)/(الفاتحة: الآية5)؟؟ فيا روحي شَمّرِي عن سواعد الهمَّة، وأفهمي قلبكِ هَذهِ اللَّطَائفَ، أحييه بِذِكْر الحَقِّ تَعالى كي يَصل عَبير التَّوحيد إلى شَغافه.. لعلّنا نَجدُ طَريقًا إلَى صلاةِ أَهْلِ العِشقِ وَالمَعرِفَة بِالإِمْدَاد الغيبيّ. وإن لَم نَكن مِن أهلِ الهمَّة، فَلا أَقلَّ من أَن نَجعلَ نَقَصنَا هَذَا نَصَب أَعيُنِنَا، وَأن نتنبّه لجهلنا ونعرف تقصيرنا، فبمقدار ذلك ستتنوّر عبادتنا، وتقع مَورِدًا لعناية الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.