رياض الزهراء العدد 81 معا نحو الظهور
أَنا انتَظِر
استوقفني حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: “أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله (عز وجل)”(1)، مما جعلني أتساءل هل نحن منتظرون حقاً؟ هل صادقون في انتظارنا؟ هل أعمالنا مطابقة لأقوالنا؟ وهل عملنا ما يوصلنا إلى درجة الانتظار المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)؟ وهل أننا ممّن نطوّل مدة الانتظار بسيئات أعمالنا؟ إن تحقق الانتظار لا يأتي من فراغ وأن الالتزام بالتكليف الشرعي من أولويات الانتظار المقدس حيث الاستقامة الحقه، وأن إصلاح النفس وترويضها على الصبر والطاعة تمهيد لدولة الحق الإلهي، حيث بسط القسط والعدل ودحض الظلم والجور على يد المنقذ من آل محمد (صلى الله عليه وآله). إن الاستقامة الحقه تبعث السرور على قلبه الشريف (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فهو بين ظهرانينا يسمع ويرى. وقد حالت بيننا وبينه الذنوب، ولو كنّا بالمستوى المطلوب لتشرّفنا بطلعته البهية ورؤيته الندية (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فعلى كلّ مكلف أراد النصرة الحقه لإمام زمانه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن يُخرِج حبّ الدنيا من قلبه ويُصلح ما فسد من دينه، وأن يستقيم في جميع أمور حياته كي يكون صادقاً في انتظاره ومن أعوانه وأنصاره الذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه بحقّ محمد وآل محمد. ................................................. (1) كمال الدين وتمام النعمة: ج2، ص584.