رياض الزهراء العدد 155 لنرتقي سلم الكمال
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
اللغة البشرية نعمة إلهيّة تميّز بها الإنسان عن المخلوقات الأخرى، وهي وسيلة فكريّة لربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض عن طريق التواصل بالتخاطب وتبادل الأفكار والآراء والمعلومات، وهي أداة فاعلة في حفظ التاريخ ونقله من جيل إلى آخر، وهي آية من آيات الله الكبرى. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ)/(الروم، الآية: 22)، إنّ القرآن الكريم كلام الله(سبحانه وتعالى)، نزل باللغة العربيّة التي هي أوسع لغات العالم في بيان الحقائق، وقادرة على تبيان دقائق المطالب بكلّ جمال ودقّة في التعبير. قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)/(الزخرف، الآية: 3)، فاللغة العربيّة باقية ما بَقي هذا الدين. وقد أكّد الرسول الكريم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرة(عليهم السلام) على الحفاظ على لغة القرآن الكريم باعتبارها الهويّة الحقيقيّة لشخصيّة الفرد المسلم. رُوي عن الإمام الصادق(عليه السلام) بأنه قال: "تعلّموا العربيّة فإنّها كلام الله الذي كلّم به خلقه.."(1)، فَلِمَ هذا التراجع في حبّ الثقافة واللغة؟! شبابنا اليوم باتتْ ثقافتهم الهاتف النقّال، والبحث عن الصرعة (الموضة)، وتقليد كلّ ما يرونَه من دون معرفة سابقة تحت ذريعة الحداثة وروح العصر، فصار من النادر أن نرى شاباً أو شابة يقرأ مجلّة أو كتاباً ما. والطّامة الكبرى ظهور جيل يفتخر بأنّه لا يُحسن العربيّة، ويفتخر الأب وتفتخر الأمّ بأنّ ابنهما لا يُحسن العربيّة، ويفتخر الأب أنّ ابنه يتكلّم الانكليزية بطلاقة، ولا يفقهُ شيئاً من العربية، بل يسخرون من الذي يتحدّث بالعربيّة الفصحى. في حين أنّ اللغة مصدر عزّ للأمة، وما ذلّت لغة شعب إلّا ذلّوا. إنّ تدنّي الثقافة اللغوية لدينا هو بسبب ابتعادنا عن القرآن الذي يُعدّ صمّام الأمان لهذه اللغة، والحصن الحصين لها من الاندثار، فقراءة القرآن أو الاستماع إليه لا يكفي، بل لابدّ من فهم الآيات وإدراك معانيها وتطبيق تعاليمها. قال تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)/(الشعراء، الآية: 195)، فالقرآن الكريم ينطوي على كلّ الفضائل اللازمة لتحقيق تكامل البشرية، فكيف نتكامل ونحن لا نُجيد اللغة العربيّة؟! ............................... 1- الخصال: ص258، ح 134. أجوبة موضوع (لقولكِ رقيبٌ عتيدٌ): ج1/ تكملة الحديثين الشريفين: 1. قبيح الكلام. 2. الخرس. ج2/ كثرة الكلام غير ممدوح ولو في المباح؛ ففي ذلك تضييع لعمر الإنسان القصير بما لا ينفع ولا يضرّ. الأسئلة: س1/ ورد في الروايات أنّ خمسة من الأنبياء تكلّموا بالعربية، فمَن هم؟ س2/ قال (جان ديفن بورت) مؤلّف كتاب (الاعتذار إلى محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والقرآن)! (لا خلاف في أنّ القرآن نزل...) أكملي العبارة. س3/ برأيكِ كيف نحافظ على لغتنا العربيّة؟