رياض الزهراء العدد 155 لحياة أفضل
إِليكِ أُستَاذَتِي الغَالِيَةَ
رسالة حبّ وشوق وامتنان، واعتراف بالفضل والإحسان، وأنشودة من القلب يترنّم بها بلبل فتّان، خجلاً من قلّة الكلمات، وتواضع العبارات، فهي لا تقدر على وصف ما لكِ من أكفّ فضل عليّ في كُليتي، وأيادي كرم في جامعتي، ولِما تعهّدتِ به من تعليمي وتربيتي، ونُصحي وتوعيتي، وإرشادي وتعبئتي، فأنتِ الأمّ الحنون في أروقة جامعتي قبل أن تكوني أستاذتي.. أستاذتي الحبيبة، ما أجمل التزامكِ بالدين قبل أيّ شيء آخر، وما أحلى لطفك في التعامل مع الطلاب والطالبات، كأنّهم جميعاً أبناء لكِ وبنات، إذ أراكِ تهتمّين بمصلحتهم، وتسعين إلى خدمتهم، وتشاركينهم فرحتهم، وتخفّفين من حزنهم ومشاكلهم، وتهوّنين عليهم كلّ عسير وصعب، وتوجّهينهم نحو الربّ، وتعطينهم المعلومة بإخلاص، وتتفانين في سبيل العلم، وتهبين وقتك لكلّ مَن يحتاج إليه، ومن ابتسامتك تُهديه، وتتغاضين عن سوء تصرفات البعض بقلبك الكبير، وترغبين بنشر الخير، فكنتِ مثالاً للدعوة إلى الدين بغير لسان، وأنموذجاً يُقتدى به في التعليم والتدريس وحسن البيان، ومرشداً يُلتجأ إليه، وعوناً يعوّل عليه، فلكِ صيت حسن يُذاع، وفي كلّ ميدان للعطاء ذِراع وباع، كيف لا؟ وأنتِ اتّخذتِ نصرة الإمام المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) غاية لمُناكِ، ورجوته مسدّداً لخُطاكِ، وسعيت إلى نشر نهجه بكلّ قواكِ، وأحببته بكلّ شعوركِ وهواكِ، وجلّ رغبتكِ بلوغ رضاه، فرحتِ تجمعين القلوب حوله، وتدلّين الجميع عليه، وتتحدّثين عنه، فكنتِ خير قدوة لي، وخير مثال، وخير أستاذة أرافقها في مسيرة حبّ الآل(عليهم السلام). وها أنا ذا أقفُ أمامكِ بكلّ حبّي وتقصيري، وشكري وتقديري، أهبُكِ كلمات من القلب إلى القلب، وأنا أعاهدكِ أن أستمرّ معك في مسير العلم والعمل، وكلي تفاؤل وأمل، بين دراسة أكاديمية ووجهة إلهية؛ لنحقّق تفوّقات دراسية، ونبني أمّة ربّانية، تسعى بكلّ علومها إلى خدمة المجتمع، وأسأل الباري جلّ علاه وتعالى سناه أن يوفّقكِ لكلّ خير، ويبعد عنك كلّ شر، ويزيدك تقدّماً في العلم والدين، ويديمك لي رفيقة وفية، وأختاً طيّبة، وأمّاً حنوناً، وأستاذة تقيّة، فتعينينني على كلّ خير في كليتي ومجتمعي، لحين ظهور المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؛ فنكون سوية في ركابه المبارك، نتنسّم عبقات أنفاسه، ونفديه بكلّ ما لدينا، فتتبارك أرواحنا برضاه، وتسعد أنفسنا بلقياه، ونستمر في خدمته حتى يبلغ الأمر منتهاه... طالبتك وابنتك