هَلْ تَعْلَمِينَ بأنَّكِ السَّبَبُ فِي فَشَلِ أَبنَائِكِ؟

زينب شاكر السماك/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 194

الأمّ هي الملهم والقدوة لأبنائها في كلّ خطوة وتصرّف تقوم به معهم، تُعدّ علاقة الطفل بأمّه أبعد العلاقات أثرًا في تكوين الشخصية، إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمّه تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام، والنوم، والدفء، ثمّ تتطوّر هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية، توفّر له الحبّ، والحنان، وهي أكثر مَن تهتمّ بمستقبل أولادها وبأدقّ التفاصيل حتى يكون ابنها ناجحاً ويصل إلى القمة. لكن نتيجةً لقصور ثقافة بعض الأمهات، نجد بعضهنَ يتسببن بدون قصد في إخفاق أولادهنّ وذلك عن طريق بعض التصرّفات الخاطئة التي تقوم بها الأمّ أمام أطفالها من دون علم، وربّما تظنّه شيئاً عادياً وبسيطاً؛ لكنّه على العكس يؤثّر في بناء شخصية أولادها ونجاحهم وإخفاقهم في الحياة، أغلب الأمهات في المنطقة العربية نشأنَ على عُقدة سوء الحظّ التي نشأتْ معهنّ منذ الصغر وتتداول بالتوارث، فالأم العربية أمّ بسيطة وعاطفية ومرهفة المشاعر، وعندما تقع في مشكلة ما، أو تعاني من ألم وحرمان لا تستطيع أن تخبّئ مشاعر الحزن والأسى؛ فتجلس أمام أطفالها وتندب حظّها اللعين الذي أدّى بها إلى هذا الحال، وبذلك تساعد على تنمية مثل هذه العُقدة في أذهانهم من دون أن تشعر. إنّ شكوى الأمّ من تصريف الأيّام وظلم الأنام تَطبع في أعماق عقل الطفل صورة سوداء لا تُمحى، فتجعله طفلاً متشائماً يرمي بكلّ إخفاقاته في الحياة على الحظّ السيّئ الذي توارثه من أمّه، وأمّه من أمّها وهكذا.. وهناك نوع آخر من الأمّهات اللواتي يقارنّ بين أولادهنّ وأقرانهم من الأقارب أو الأصدقاء، وتظلّ تندب حظّها التَعِس الذي جعل من أطفالها فاشلين، وتظنّ أنّها تقوم بتحفيزه، لكنّها بهذا التصرّف رسمت في ذهن ولدها صورةً متشائمةً عن نفسه في عقله الباطن، وقتلت الحافز في النجاح لديه. هذا الكلام واقعيّ وياللأسف، لو راجعتْ كلّ أمّ نفسها وتأمّلت في تصرّفاتها مع أطفالها لوجدت هذه الصفة موجودة لديها والسبب أنّا توارثناها عن آبائنا، وهذا الموروث في الثقافة والطباع خاطئ. لنجعل من هذه اللحظة نهايةً لهذه العادة السيئة والسلوك الخاطئ. عزيزتي الأمّ: اجعلي ثقتك بنفسك عالية؛ فأنتِ النبراس لأطفالك، ونجاحهم في المستقبل أنتِ أساسه، ارسمي خارطة طريق مشرقة، اتركي التشاؤم والشكوى من سوء الأيام، نعم قد تمرّ أحياناً أزمات وشدائد كبيرة على كلّ إنسان ودوركِ فيها أن تكوني قويّة، استمدّي قوّتك من عقيلة بني هاشم السيّدة زينب(عليها السلام)، فعند الوقوع في الشدائد علينا اللجوء والتضرّع إلى الله(سبحانه وتعالى) ليزوّدنا بالصبر والقوّة لمواجهة مشاكل الحياة، ابنكِ ليس كابن صديقتكِ، شجّعيه ولا تقارنيه بأحدٍ؛ لأنّ المقارنة تحبس ابنكِ خلف قضبان الفشل.