رياض الزهراء العدد 155 لحياة أفضل
إِكلِيلُ اليَاسَمِينِ
إلى إكليل الياسمين وكرنفالات الحنين وجنّة اليقين ..أمّي: اشهدي على عاصفة الحنين الموحشة التي تُغربل أرواحنا، وتشتّتنا وفي كلّ مرّة يجمعنا عبير الأرجوان المفعّم بتلك اليدين ونحن سائرون.. أشهدي على غربة السنين التي استعمرتنا فاستنزفت المُقل دمعاً مستتراً لا يتوقّف، إلّا بطلّتكِ البهيّة حين تُصبحين.. ولولا وعثاء السفر لأمدٍ غير معلوم لِواجب اختاره الله لكِ وعليه تُؤجرين لنفدت طاقاتنا منذ حين.. وإنّي يا أمّي أعتصر ألماً أزيّنهُ بابتسامة كاذبةٍ في كلّ مرّة أنظرُ يميناً وشمالاً ولا أراكِ أمامي تقفين.. اشتقتُ كثيراً للغوص في حنان أحضانكِ ولصوتكِ الشجيّ، ولتلك العينين.. وليس في يديّ شيء سوى أن أكون من الصابرين لكنّ كلّ هذا سينتهي حين تعودين، وستمضي كلّ هذه الآلام بمرور السنين، ذاتَ يوم بإذن الله سَنُمسي بوجودك آمنين.. أمّا بعدُ: فنحن لا ينقصنا سوى رضاكِ، اذكرينا في دعائك وسجودك؛ لنحظى برضا إله العالمين.. دُمتِ بخير..