رياض الزهراء العدد 155 لحياة أفضل
حَصَّالَةُ الصَدَقَاتِ
يقتني الناس في الأعمّ الأغلب حصّالة لجمع المال لوقت الحاجة إليها، بل يعمد آخرون إلى تعليم أولادهم وتوجيهم وتعويدهم على جمع مبالغ بسيطة يقتطعونها من مصروفهم اليومي، فيشترون لهم حصّالات لادّخار هذه المبالغ البسيطة، وتكون هذه الحصّالات ذات أشكال وألوان مختلفة لتكون مُحبّبة إلى قلوب الأطفال ونفوسهم، فضلاً عن تنمية الشعور بالمسؤولية وإذكاء روح التصرّف الحكيم بالمال لديهم وإن كان قليلاً، وهذا بحدّ ذاته يُعدّ أسلوباً تربوياً ذَا أهمّية بالغة، ولكن تجدر بِنَا الإشارة لنتوقّف ونتأمّل الموضوع ونجمع أطرافه ونجعله يصل إلى نهايات مناسبة. نجدُ الكلّ يجدّ ويجتهد في جمع المال بأساليب متنوّعة؛ ليسُدّ كلّ شخص حاجته التي يتوقّع بأنّه سيحصل عليها في وقتٍ ما، ولكن هل فكّرنا بـ(حصّالة الصدقات)؟؛ فالذي يجمع مالاً في حصّالة الصدقات فإنّه سيفوز بمالهِ عندما يكون بأمسّ الحاجة إلى ما يدفع به عن نفسه من عذاب النار،(إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)/(الفرقان: الآية 65)ً، فضلاً عن تلك العقبات الكؤود في يوم القيامة )فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أولئك أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)/(البلد، الآية: 11 ـ 18)، وعليه تكون الفائدة المتوقّعة من حصّالة الصدقات أكبر نفعاً وأعلى قدراً من جرّاء ما يحصل عليه المتصدّق من أجرٍ في الدنيا والآخرة، فهل نحن بحاجة فعلاً إلى حصّالة الصدقات لندفع بها عن أنفسنا تلك العقبات والأهوال؟