رياض الزهراء العدد 155 لحياة أفضل
لَافِتَاتُ نُصْحٍ
أدهشتني سريرة بعض الأشخاص الذين تكلّموا معي كثيراً عن حقائق الأمور، وتنقية الصدور.. حدّثوني عن الحبّ والإخلاص، وعن الدين والتفقّه فيه.. وفي الحقيقة أنا مَدينة لهم بالكثير، فقد كانوا لي نعمَ المعين للعبور إلى بَرّ العلم والمعرفة، لكنّهم نَسوا أن يحدّثوا أنفسهم بجزء ممّا حُدِّثت به! فكان لِزاماً عليّ جذبهم إلى ذلك المرفأ الآمن، بكل الطرق.. مقروناً بالحبّ والدعاء، لا بالتنكيل والاستهزاء. لم أكن بالشخص المثالي ولا رائعة لدرجة أن أغترّ بما فعلتُ، فأنا فقط عاملتهم بالمِثْلِ.. نعم.. بمثل ما أحبّ لنفسي.. فنفسي تخطئ أيضاً ولا تزال، وتعمى وتغفل مراراً عن أمورٍ هيَ ممّا علّمْتُها لغيري فوصل هو إلى بَرٍّ مبارك آمن وأنا ضيّعت الطريق.. لكنّه لم يتركني، لوّح لي من بعيد، حاملاً بيده لافتات نُصح كنتُ قد أسديتها إليه مُسبقاً، وبيده الأخرى يحاول جذبي، وهو يقول: رَضِيَ الله عنكِ، أسديتِ لي معروفاً لن أنساه أبداً.