فِي انتِظَارِ الأَمَلِ

فاطمة العوادي/ بغداد
عدد المشاهدات : 219

شكتْ، غضِبتْ، بكتْ، بنقاء الزهور النديّة أجرتْ من عينيها الدموع، متى ستنتهي أيام الظُلم؟ متى نعيش الأمان؟ ننام ونصحو مطمئنّين هل يكون الموت هو الحلّ الوحيد؟ تلك كانت كلمات زينب عندما سألتها أمّ زهراء عن الأحوال. - أمّ عليّ: لا حول ولا قوة إلّا بالله، ما بك حبيبتي؟ لا أحبّ نبرة اليأس هذه. - أمّ حسين: لا ينبغي لِمَن عرف الله أن يعيش اليأس؛ فرحمته جلّ وعلا أعظم من كلّ ضيق. - أمّ زهراء: قد جاءتْ في القرآن الكريم آيات تنهى عن اليأس والقنوط: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ)/(الحجر، الآية:56). - أمّ حسين: كيف لا نعيش الأمل ولدينا وعد من الله أن يملأ الأرض عدلاً وسلاماً شاملاً. - زينب: ولكن متى يا خالة؟ منذُ وعيتُ وأنا أسمع عن المراحل التي عشتموها، معاناة الحروب والجوع والحرمان والجهل وجبروت الظالمين، وما زالت الآلام تتجدّد. - أمّ جعفر: إذا أردنا تغيير الواقع السيّئ علينا البدء بأنفسنا، وهذا ما أكّدته آيات كتاب الله، حيث يقول: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)/(الرعد، الآية:11). - أمّ زهراء: نعم حبيباتي، لننظر أوّلاً إلى مواضع الضعف في أعمالنا، وأخلاقنا، وتعاطينا مع مَن حولنا، هل حقاً نحن نقوم بواجباتنا الإنسانية والشرعية؟ - أمّ حسين: لنتصوّر أنّ كلّاً منّا قام بواجبه، الصغير والكبير، الرجال والنساء، سنكون مثل خليّة النحل تُعطي شراباً طيّباً فيه غذاء وشفاء. - أمّ عليّ: وبهذا يمكننا تفسير طول غيبة إمامنا المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف)؛ فهو بحاجة إلى قاعدة مُثابِرة قوية ذات مبدأ وعزيمة، وأنتم الشباب خير الأمل. - أمّ جواد: أَتعلمنَ حبيباتي أنّ من ضمن الـ (313) من القياديّين مع الإمام المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) خمسين امرأةً؛ وهذا يدلّ على أهميّة دور المرأة في مرحلة الإصلاح العالميّ الذي يقوده إمامنا أرواحنا فداه. - زهراء: لكنّنا بحاجة إلى القدوة وبحاجة إلى مَن يرشدنا. - زينب: أوّلاً نُريد الشعور بالأمان. - أمّ عليّ: الأمان موجود طالما لدينا إيمان بوجود إمامنا المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) حيث يقول (عجل الله تعالى فرجه الشريف): "...، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء،.." (1). - أمّ حسين: يتأكّد شعورك بالأمان عندما تعرفين أنّه معنا، تصل إليه أعمالنا فيفرح بالحسنة ويحزن للسيّئة، ويدعو لصلاحنا مثلما يُريد أن ندعو له بالفرج. - زينب: نحنُ مَن يدعو له؟! - أمّ زهراء: بل يريد كثرة الدعاء له، هكذا أوصانا وسائر المعصومين(عليهم السلام): "... وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم،.."(2). - زينب: سأدعو الله في كلّ صلاة أن يعجّل فرجه، ويجعلنا من أنصاره في قيامه الإصلاحيّ. - زهراء: ما أجمله من أمل حيث يعيش العالم أجمع بأمن وسلام وعدل ورخاء، تُرى متى؟ - أمّ عليّ: سيأتي وعد الله، والله لا يخلف الميعاد. - أمّ حسين: وقرب هذا اليوم مرهون بأعمالنا ودعائنا. ............................. 1- بحار الأنوار: ج21، ص344. 2- الاحتجاج: ج2، ص242.