رياض الزهراء العدد 155 منكم وإليكم
استَعِينِي بِرُوحِ السَّمَاءِ
يتعرّض الإنسان لتحدّيات كثيرة في حياته, ويمرّ في العديد من المواقف الصعبة, بعضها قد يمرّ بسرعة والبعض الآخر قد يطول بقاؤه, السبب في هذا الفرق فيما بينهما يكمن بنسبة كبيرة في ذات الشخص, فهو مَن يقرّر بإرادته متى سيمضي ليُكمل المسير, ومتى سينتظر أن تحدث معجزة لتأخذ بيده إلى طريقٍ سالك يصل به إلى برّ الأمان. من الأمور المهمّة في حياة البشرية الإيمان أنّ هناك قوّة إلهية تُحيط بالإنسان, وهي تعطيه قوة عجيبة قد لا يدركها إلّا مَن يرى ببصيرته، تلك القوة التي تزهر جسد الإنسان بالرَوْح والريحان وكميّة هائلة من الطاقة الإيجابية, حيث لا يمكن أن يقف أيّ مخلوق أو شيء ليغيّرها, فما الذي قد يقف بوجه ذلك الخالق العظيم الذي بقدرته يمحو وجود البشرية ويُحييها بلطفه, وهو الذي يكون أقرب للشخص من حبل الوريد, وأن يجعل من عُسر الإنسان مهما طال به سهلاً يسيراً، وكأن شيئاً لم يكن, كلّه يعتمد على قرب الإنسان من ربّه. ما إن يلتجئ الفرد إلى الله بقلبه وقوّته ويكون قريباً من أبواب الربّ وهم أئمة الهدى أهل البيت(عليهم السلام) حتى يكون الفرج قرينه في العاجل. الله هو الصديق حين لا يجد الفرد صديقاً يقف معه, وهو الرحيم على الفرد حتى أكثر من أمّه!. الطريقة المثلى للصبر والتحمل أن يدع الإنسان تلك الأفكار السلبية التي تشوّش العقل أكثر من أن تجعله يركّز على تحديد طريقه, وكلّما زاد التفكير في السلبيّات فذلك يؤدي إلى تطوّر حالة اليأس في البلاء, أو الموقف الذي يحتاج الإنسان فيه أن يعرف كيف يتصرّف, ويحدّد أولوياته وسلوكيّاته، يجب على الإنسان أن يدرك أنّ كلّ المراكب التي لا تتّجه إلى الله خاسرة، وتغرق به في وسط البحر, ولكنّ تلك السفينة التي رستْ بقلبٍ صادق ملؤه الأمل بالله(سبحانه وتعالى) بأن يُعينه على تحدّي أيّ عاصفة تريد المساس بسفينته, فمهما عصفت به الرياح العاتية سيكون الطريق مؤدّياً إلى الوجهة التي تنتهي بالفرد إلى الاستقرار والطمأنينة الروحية والجسدية. ستخيب كلّ السفن التي لا تنتمي وجهتها إلى السماء, وتزدهر المراكب بعد وصولها إلى هناك.