تَعْوِيذَةُ القَمَرِ

إيمان صاحب/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 139

هنالك حيثُ لاحت علامات السرور على محيّا الوجود، وهو يستقبل أطهر مولود وأزكاه، من بعد المنصوص عَليهم بالعصمة سيّدي شباب أهل الجنَّة، مثلما أستقبلهُ أمير المؤمنين(عليه السلام) بفرحٍ غامر وثغرٍ باسم، وكان هذا في الرابع من شهر شعبان، ولمَّا أُحضر أمامهُ ولدهُ الحبيب، ليجري عليه مراسيم السنَّة النَبويَّة، راحت تحاكيه صورتهُ النورانية، قائلة له: أنا وليد نبوءتك التي من أجلها خُلقت، ولها روحي فداء، أبي الحنون لا تحزن على ذرَاعيَّ إذ تُقطعان دفاعاً عن سيّدي الحسين(عليه السلام) ولا تذرف الدموع فهماَ حتماً سيعوّضان بجناحين في الجنَّة كعمّي جَعفر بن أبي طالب(عليه السلام)، وعند لقائنا هناك، ستعلم يا أبي أنَّ رغبتك قد تحقّقتْ، نعم تلك التي أخذت عقيلاً إلى امرأة ولدتها فرسان العرب، لتلد غلاماً أسداً، يؤازر أخاهُ في يوم الطفّ العظيم، وفي هذه الأثناء انقطع الكلام وعمَّ الهدوء بالمكان، لمَّا أقبلتْ فاطمة بنتُ حزام نحوَ رضيعها الصغير، وبينما هي تتأمّل وجههُ بحنان، تمثّل لها ذاك القمر المنير الذي سقط في حجرها في عالم الرؤيا، إذ لم تجد له تفسيراً في حينها سوى الآن، وبلقب (قمر بني هاشم) تأكّد لها ذلك؛ لأنّ هذا اللقب لم يكن إلّا لأجداده الأطهار من أبيه: قمر البطحاء.. عبد مناف،... وقمر الحرم: عبد الله والد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، يا له من وسام شرفٍ منحته بنو هاشم لقرّة عينها، العبّاس(عليه السلام) ومع تأمّلات أمّ البنين(عليها السلام) هذه انطلقت حروف التعويذة لملاكها الجميل، من خصوبة الحنين (أعيذه بالواحد)، ويردّد لسان الكون معها (من عينِ كلّ حاسد)، ثمّ تُكمل الطيور من فوق الشجر (قائمهم والقاعد، سلمهم والجاحد) ويردّد شعاع الشمس إلى جنب النهر (صادرهم والوارد...ولدهم والوالد)، وفي سكوتها يعلم الجميع أنّ العبّاسَ(عليه السلام) قد نام، وإلى أن يستيقظ يردّدونها بهمس... ليس لشيء بل لأنّها تعويذة القمر.